مروان بركات: «سحابة صيف» مرثية لحياتنا الواقعية
يبدو مسلسل «سحابة صيف» الذي يعكف الآن المخرج مروان بركات على تصويره في دمشق مرثية لحياتنا، تلك الحياة التي استنزفتها الهزائم السياسية والاجتماعية، وصار كل الخراب الذي حولنا مجرد «سحابة صيف» نتشاغل بانتظار مرورها عن ألم السقوط.
تلك هي مقولة العمل الأساسية، كما يؤكد مخرجه بركات: «نريد التحدث عن المواطن العربي الذي يشهد أمامه مشاهد القتل اليومي في العراق وفلسطين ويواصل حياته معتبراً ما يحصل مجرد «سحابة صيف».. وكأن ما يجري لم يعد يؤثر فينا».
يريد المخرج بركات لمسلسله «سحابة صيف» أن يكون، مبضعاً يستأصل تلبّد الإحساس لدى المواطن، وذلك «لنجعله يرى ويشعر بما يحدث حوله في الأمة العربية كلها».
بهذا المعنى، يقترب المسلسل أكثر من طبيعة التشكيل الاجتماعي لمدينة دمشق اليوم، والذي يضم إلى جانب مواطنيها، أعداداً كبيرة من اللاجئين سواء من فلسطين والعراق، وسابقاً من لبنان، هذا إضافة إلى المواطنين السوريين القادمين من الجولان المحتل، وهو بهذه الصيغة يرصد التحولات التي طرأت على حياة كل اللاجئين، ولا سيما أن لكل منهم قصته بالارتحال ومكابداته.
إلا أن مسلسل «سحابة صيف» لا يبدو مهتماً بالهزائم السياسية وفوضى الحروب والعنف وضحاياها وحسب، وإنما يلاحق فـــوضى الصراع الاجتماعي من أجل رغيف الخبز وهشاشة كل القيم والقـــناعات التي تسيطر على حياتنا الراهنة، وبحسب البيان الترويجي للعمل، فإن «في ظل هذه الفوضى اللامنطقية، تصبح كل القصص ممكنة الحدوث من خيانة الزوجة إلى الرغبة بقتل الأب لإطعام الولد، إلى سفاح القربى، إلى خيانة الوطن، ومن الإدمان على الحبوب المهــدئة إلى جـــرائم الكمبيوتر إلى بيع بعض أجزاء الجسد إلى الرشوة وتبييض الأموال... كل هذا وأكثر يشكل جزءا من حكايات وموضوعات (سحابة صيف)».
لا يميل المخرج بركات إلى وصف التطرق إلى كل هذه المواضيع بـ«الجرأة»: «لا أعرف لماذا تسمونها هكذا، ربما يُحسب تناول هذه الموضوعات جرأة في الدراما العربية، ولكن ما نطرحه في هذا العمل موجود في الواقع».
ينضوي «نبش» القصص الواقعية المؤلمة، ولا سيما تلك التي تنمو في الظلام، ضمن مشروع إخراجي عام يعمل عليه المخرج منذ مسلسله «أبناء القهر» مروراً بمسلسلي «عصر الجنون» و«جمال الروح».. وهو في هذا السياق يؤكد: «لدي مشروع فني أحد أهدافه رفع سقف الرقابة وتناول قضايا المجتمع بواقعية»، لافتاً إلى أن فهمه لطبيعة مسؤولية المخرج بهذه الطريقة، يعني أن «أضع يدي على مكان الخلل في المجتمع وأن أعريه، وليس إظهار جمال المدينة وكأنني أعمل في وزارة السياحة».
العمل قصة وحوار الكاتبة إيمان السعيد، ويؤدي الشخصيات الرئيسية فيه نخبة من نجوم الدراما السورية منهم: سلوم حداد، بسام كوسا، سمر سامي، كاريس بشار، قيس الشيخ نجيب، جهاد سعد، نادين، أحمد الأحمد، ديمة قندلفت، ريم علي، كنده علوش، أناهيد فياض.. وآخرون. وهو من إنتاج المسار الدولية للإنتاج الفني.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد