مراكز النفاذ في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية تساهم في تنمية المجتمع
يمثل مشروع مراكز النفاذ في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية أحد المشروعات التنموية المعرفية الهادفة لإتاحة استخدام تقانة المعلومات والاتصالات في المجتمعات المحلية والريفية وتوفير مستلزماتها لخدمة قاطنيها عن طريق نشر ثقافة المعلومات وتسهيل وصول المعرفة اليهم وتمكينهم للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وكانت وزارة الاتصالات والتقانة أطلقت المشروع ضمن إستراتيجيتها ومبادرتها للمساهمة بتقليص الفجوة الرقمية بين الريف والمدينة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن البرنامج الاستراتيجي لاستخدام تقانة المعلومات والاتصالات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية منذ 2004 تحت مسمى مشروع شبكة المعرفة الريفية الذي يتألف من مكونين احدهما مراكز النفاذ المجتمعي والآخر بوابة المجتمع المحلي حيث أحدث البرنامج 40 مركز نفاذ منتشرة في المحافظات إلى جانب 95 بوابة لبلدات المجتمع المحلي على الإنترنت.
وتولت الجمعية إدارة المشروع بدلاً من البرنامج الاستراتيجي لاستخدام تقانة المعلومات منذ منتصف 2009 بموجب اتفاق وزارة الاتصالات والتقانة والجمعية والأمانة السورية للتنمية ضماناً لديمومتها واستمراريتها بعد اختتام أعمال البرنامج المذكور نهاية العام الماضي ولتتبناه كمشروع متكامل ومستقل بإدارة خاصة تحت مسمى مراكز النفاذ.
وأوضح مدير المشروع في الجمعية وسيم مسعد أن مهام الجمعية كانت استلام المراكز التي أقامها برنامج الأمم المتحدة سابقاً وإدارتها وتشغيلها وتطويرها والعمل لإنشاء 45 مركزاً جديداً في مناطق ريفية أخرى مدروسة خلال ثلاث سنوات قادمة تجدد سنة فسنة بموافقة كل الأطراف.
ولفت مسعد إلى أن الجمعية قامت بتحديث وصيانة عامة للمراكز الموجودة من خلال تأمين أجهزة كمبيوتر أحدث ونسخ برنامج ويندوز أفضل وإنشاء إدارة مركزية لديها نظام مالي لإدارة المراكز يسمح بمعرفة إيراداتها ونفقاتها إضافة إلى ميزان مراجعة يتم تجهيزها سنويا إلى جانب إحدث نظام فني مرتبط بمخدم واحد يوجد في دمشق حيث ربطت بهِ كل البيانات والمعلومات الخاصة بالمشروع و إنشاء موقع الكتروني خاص بالمشروع يتضمن أماكن توزع مراكز النفاذ في سورية مع إمكانية التسجيل في الدورات المقامة فيها الكترونياً.
وبين مدير المشروع أن من أهم نشاطات مراكز النفاذ إقامة دورات تخصصية معلوماتية كدورات أي سي دي ال إلى جانب دورات نوعية في اللغة الأجنبية ودورات تقوية للأهالي لتعليم أبنائهم بالإضافة للتمريض والتطريز لافتاً إلى أن هناك بعض المراكز تقيم دورات تتعلق بتربية المواشي والاعتناء بالمحاصيل الزراعية.
ويولي المشروع بحسب مسعد إهتماما خاصا بذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة والأطفال وكبار السن لتتعدى هذه المراكز كونها مراكز معلوماتية إلى مراكز نفاذ مجتمعية بالكامل محققة بذلك ما يقارب 80 بالمئة من أهدافها المنشودة لاسيما بعد تحولها إلى أقطاب للمعرفة في مناطق تواجدها مكتسبة مصداقية ومرجعية وتطوراً أكبر واستمرارية أكثر.
ويرى مسعد أن ما شهدته المراكز من تطور في أدائها وتوسع في دوراتها النوعية دفع لاختيار بعضها من قبل لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا الاسكوا للدخول ضمن مشروع شبكات المعرفة من خلال نقاط النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمجتمعات المحلية من خلال الارتقاء بمراكز النفاذ إلى مراكز معرفة مترابطة لتشكيل شبكات للمعرفة على المستويين الاقليمي والعالمي ولاسيما مراكز السلمية والزبداني وبرزة ومصياف والبوكمال والمالكية وخطاب ومحردة.
وبين مدير المشروع ان أرقام منتسبي وخريجي المراكز تعكس جدارتها واسبقيتها في مضمار التنمية المعلوماتية والمجتمعية المعلوماتية والمجتمعية بل ومصداقية لدى الجهات الرسمية والحكومية لاسيما مع وصول عدد المنتسبين نهاية العام الماضي 3500 مستفيد في دورات أي سي دي أل و970في دورات اللغة الاجنبية و2400 في دورات المعلوماتية و700 طالب في التمريض إلى جانب انضمام نحو 400 طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة إضافة للنوادي الصيفية للاطفال كالموسيقا والخط والتمثيل.
وأشار مسعد إلى التوجه للتعاقد مع مجموعة من القطاعات الحكومية أوالخاصة والأهلية من جمعيات خيرية ورعاية لإقامة دورات ضمن المراكز بهدف تعميم الفائدة على أوسع نطاق وهو ماانطلقت به الجمعية فعليا عند توليها إدارتها مع الأمانة السورية للتنمية التي تعتزم القيام ببعض الأنشطة في هذه المراكز الأمر الذي يجعل منها مرجعاً أساسياً للمجتمع المحلي للاستفادة القصوى من تواجدها ضمن بلداتهم ما يسهم في التنمية الريفية الريفية اجتماعياً وثقافياً ومعلوماتياً.
وفيما يتعلق بالكوادر العاملة في المراكز أوضح مدير المشروع أنها كوادر مؤهلة وحاصلة على شهادة قيادة الكمبيوتر على الأقل وتتقن الانكليزية على الأقل ومن سكان المنطقة وأن ترشيحهم جرى من قبل سكان المنطقة أنفسهم لافتا إلى أنه سيتم افتتاح وتوزيع مراكز ثابتة ومتنقلة في المناطق ذات التعداد السكاني الكبير بحيث تخدم أكبر عدد من السكان مع الأخذ بعين الاعتبار اختيار المكان المناسب لأهل المناطق الريفية ضمن البلديات أو المراكز الثقافية.
وعن الفائدة التي تقدمها المراكز للمجتمعات المحلية الموجودة بها يرى محمد الأحمد مدير مركز حارم في محافظة إدلب أن وجود المركز يحقق فائدة معرفية كبيرة لأبناء المنطقة لاسيما أنها بعيدة عن مراكز المدن الكبيرة التي تتوفر فيها مقومات التدريب على الحاسوب من معاهد ومراكز تدريبية خاصة وانه لا يوجد فيها أي معهد تدريبي للمعلوماتية إضافة إلى ما يقدمه من خدمات ودورات متنوعة تحاكي حاجة السكان المحليين بمختلف شرائحهم.
ولفت إلى أن المركز وإضافة لما يقدمه للسكان نفذ دورات تدريبية لجميع العاملين في الدوائر الحكومية في منطقة حارم حيث جرى تنفيذ 6 ست دورات منها في العام الماضي ويجري متابعتها هذا العام وذلك من خلال عقد أبرمته الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية مع محافظة إدلب لتدريب العاملين في منطقة حارم في مركز النفاذ.
ومن جهته أشار المشرف على مركز السلمية نبيل عيد إلى ان المركز يعد من بين المراكز الرائدة في مجال تقديم الخدمات الشاملة لشريحة كبيرة من أبناء المجتمع المحلي من مختلف الفئات العمرية أطفالاً وشباباً وكبار السن رجالاً ونساء على حد سواء حيث ينطلق من احتياجاتهم بدءاً من محو أمية التعامل مع الكمبيوتر والأدوات التي توفرها تقانة المعلومات والاهتمام بالمرأة الريفية إلى تزويدهم بمهارات مختلفة يحتاجوها لقضاء أعمالهم وفتح آفاق جديدة لهم وتمكينهم.
بدورها لفتت ايفلين الحكيم المشرفة على مركز برزة المهني إلى اهتمام المركز إلى جانب نشاطه الاعتيادي بتقديم الخدمات والدورات التدريبية المختلفة ومهارات الحاسب بتدريب المعوقين على الحاسوب من خلال دورات تتفق مع احتياجاتهم ونوع اعاقتهم مشيرة إلى أن من يقوم بتدريب المعوقين طلاب معاقون خضعوا لهذه الدورات وتميزوا بها جرى انتقاؤهم واعدادهم لهذا الغرض.
غسان خيو
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد