محطة mbc السعودية تلمع صورة الموساد

18-11-2007

محطة mbc السعودية تلمع صورة الموساد

كثيرون يؤكدون أن هدف اجتماع (أنابوليس) هو حصول إسرائيل على التطبيع مع الخليج وخاصة مع السعودية. والتطبيع له وجوه كثيرة اقتصادية، سياسية، ثقافية وإعلامية.. فهل صحيح أن (العرب كلهم) مازالوا يمنعون التطبيع حتى تعيد إسرائيل الأرض المحتلة والحقوق العربية؟؟ هل الخليج والسعودية لا يمارسان التطبيع ؟؟

مساء البارحة (الجمعة) عرضت إحدى قنوات الـMBC  السعودية حلقة من المسلسل الأمريكي ( NCIS) الذي يتناول قصصا عن التحقيق الجنائي بقالب مشوق وبإتقان فني ممتاز ومؤثر، وهذا المسلسل يسلب المشاهد ويستلبه عبر قصة محكمة وتمثيل بارع وإخراج ساحر، ومن هنا أهمية ما يطرح.

في حلقة البارحة من ( NCIS) كانت بطلة الحلقة تبحث عن مجرمين يقتلون جنودا أمريكيين ويضعونهم في توابيت تعود لحقبة الحرب الأهلية الأمريكية. بطلة الحلقة اسمها (زيفا ديفيد) وهي عضو في الموساد، تدربت في الموساد، وعملت في الموساد، وهي تحمل ملامح شرق أوسطية.

(زيفا ديفيد) ليست اسرائيلة فقط بل هي عضو في الموساد أيضا، وزيادة على ذلك كانت في الحلقة هي الأذكى، والأكثر فطنة والألطف والأكثر إنسانية، وهي التي استطاعت حل لغز قضية التحقيق، وهي الشجاعة التي تصدت وحدها للمجرمين بينما وصل الآخرون متأخرين.  وهي التي قضت على الشخصية الأكثر خطورة بين المجرمين...

إن من يشاهد الحلقة سيحب هذه الشخصية (زيفا ديفيد) وسيحب أنها مثال يحتذى به، وسيشعر أنها نموذج للذكاء والإنسانية واللطف .. إلخ، ولكن المشاهد وهو يحب هذه الشخصية سيمر معه أنها من "الموساد" أي انه إذا لم ينتبه سيحبها، وأنا اجزم أن الحلقة متقنة وجميلة وبارعة لدرجة انك ستحب (زيفا) حتى لو كانت من الموساد...

إن الإتقان الإعلامي السياسي مرر في الحلقة مشهداً تلفظ فيه إحدى المشاركات اسم( ديفيد) بطريقة لا تتواءم مع اللفظ اليهودي، مما جعل (زيفا) تصحح لها بجدية وتطلب منها أن تناديها بـ (زيفا) فقط إذا كانت لا تستطيع لفظ كلمة (ديفيد) بشكل صحيح، أي بشكل (إسرائيلي).

المسلسل كما قلنا يعرض على تلفزيون سعودي وهو التلفزيون الذي يكلف المملكة مئات الملايين من الدولارات، وحلقة من (NCIS) ا تقدم نموذج "الموساد" كنموذج ايجابي خيّر إنساني شجاع لطيف...الخ.

فهل يبقى من مجال لسؤال عن تطبيع إعلامي ثقافي إسرائيلي مع السعودية؟؟؟.

إذا كانت المملكة لا تؤيد التطبيع بدون مقابل، فإننا ننبهها إلى أن تلفزيوناتها تطبع بشكل واضح، ومثال (زيفا ديفيد) الموسادية فاضح جداً.

إن أخطر أنواع التطبيع هو التسلل عبر الثقافة والإعلام، بل هو أخبث أنواع التطبيع..فهل كان هناك (أنابوليس) دون علم الأمة، أم تلفزيونات السعودية تطوعت بالتطبيع كي تقدم عربونا لأنابوليس؟؟

إننا ننبه، ونشير، ونحذر، وبعد ذلك يحق لنا أن نتهم.

فؤاد شربجي

المصدر: موقع تلفزيون الدنيا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...