مجـزرة إسـرائيلـيـة فـي غـزة: 8 شـهـداء
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في قطاع غزة، أمس، ذهب ضحيتها ثمانية شهداء فلسطينيين، بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة كانوا يلهون قرب منزلهم، وأصيب العشرات، في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي، وصفتها حركة حماس بأنها جرائم حرب ودعت المجتمع الدولي الى حماية الشعب الفلسطيني، كما يفعل في ليبيا.
وبدأ اليوم الدموي بإصابة اربعة فلسطينيين بقذائف دبابات إسرائيلية استهدفت حي الشجاعية شرقي غزة، شنت بعدها بساعات طائرة من دون طيار غارة ضد مقاتلين شرقي الشجاعية أدت الى جرح فلسطيني.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت «إرهابيين كانوا يستعدون لإطلاق صاروخ مضاد للدبابات» ضد قوات متمركزة
بالقرب منهم. وحذر «حركة حماس من مواصلة عدوانها»، ومن أن قواته «سترد بقوة» على أي إطلاق نار من القطاع. وأضاف إن الغارات «رد على سيل القذائف وصواريخ القسام وغراد من غزة» على إسرائيل الأسبوع الماضي. وأشار إلى سقوط أكثر من 130 قذيفة منذ مطلع آذار، 56 منها الأسبوع الماضي.
وتواصلت المجازر مع استشهاد ثلاثة فتية وعمهم في الحي ذاته. وأعلن المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ ادهم أبو سلمية مقتل أربعة فلسطينيين، وإصابة 13، إصابات أربعة منهم خطيرة، في مجزرة في حي الشجاعية. وأوضح أن ثلاثة من الشهداء من عائلة واحدة هم محمد الحلو (11 عاما) وياسر عاهد الحلو (16 عاما) وياسر حامد الحلو (50 عاما)، بالإضافة إلى محمد صابر حرارة (20 عاما).
وأشار إلى أن الفتية كانوا يلعبون كرة القدم خلال استهدافهم، موضحا أن غالبية المصابين الآخرين هم ايضا من الأطفال. وقال شهود عيان ان «المدفعية الإسرائيلية أطلقت عدة قذائف على منزل يعود لعائلة الحلو في حي الشجاعية».
وأكدت قوات الاحتلال الإسرائيلي سقوط مدنيين في القصف، لكنها حملت حماس المسؤولية معتبرة أنها «تطلق القذائف من مناطق مدنية».
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أسفه لمقتل أربعة مدنيين فلسطينيين «عن طريق الخطأ». واتهم حماس باستخدام الناس «كدروع بشرية». وأضاف، في بيان، انه «ليس في نية دولة إسرائيل على الإطلاق التسبب بتدهور الوضع، لكن جيشنا سيواصل التصدي بحزم دفاعا عن المواطنين الإسرائيليين».
وتواصلت الجرائم الإسرائيلية مع استشهاد أربعة فلسطينيين آخرين. وأكدت حركة الجهاد الإسلامي استشهاد أربعة من مقاتليها في غارة استهدفت حي الزيتون شرقي غزة. وقالت مصادر إن الشهداء هم محمد عطية الحرازين، وادهم الحرازين، ومحمد عابد وسعدي حلس. ويأتي ذلك بعد ساعات من شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على مناطق متفرقة من غزة أدت إلى إصابة 19 شخصا.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري ان «المجزرة البشعة في الشجاعية هي جريمة حرب يتحمل الاحتلال مسؤوليتها ومسؤولية التصعيد وما يترتب عليه. على الاحتلال أن يراجع نفسه وتصرفاته قبل أن تنفجر الأمور».
وأضاف أبو زهري، في مؤتمر صحافي، «على الاحتلال ألا يستمر طويلا في اختبار سياسة ضبط النفس». وأشار إلى أن حماس «بذلت جهدا كبير مع الفصائل، ومن خلال الاتصال بالأطراف الإقليمية لتجنيب شعبنا العدوان الإسرائيلي، إلا أن الاحتلال استمر في التصعيد».
ودعا رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية مجلس الأمن الدولي إلى التدخل لحماية الفلسطينيين كما يفعل في ليبيا. وطالب، في بيان، «القيادة المصرية الجديدة بفتح معبر رفح وإدخال ما يحتاج اليه القطاع بما في ذلك مواد الاعمار والبناء ردا على مجازر الاحتلال». كما طالب «الشعوب العربية الثائرة بوضع غزة وفلسطين في سلم أولوياتها».
وأدانت الرئاسة الفلسطينية بشدة القصف الإسرائيلي لغزة، واعتبرته «تصعيدا يهدف إلى توتير الأجواء المتوترة أصلا في المنطقة بسبب السياسات والممارسات الإسرائيلية التصعيدية في الاستيطان والقصف المتواصل لقطاع غزة». ودعا رئيس الوزراء المكلف سلام فياض المجتمع الدولي إلى «التدخل الفوري لإلزام إسرائيل بوقف هذا العنف والتصعيد الخطير وتوفير الحماية للمدنين العزل».
وربط محللون فلسطينيون بين التصعيد الإسرائيلي وإعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرا استعداده لزيارة غزة من اجل إنهاء الانقسام بين فتح وحماس.
وفي حين صمتت واشنطن عن المجازر المرتكبة في القطاع، دعت باريس الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ضبط النفس «لتفادي تصعيد العنف الذي برهن التاريخ الحديث أن عواقبه يمكن أن تكون مدمرة». وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية اوسكار فرنانديز تارانكو إن «على جميع الأطراف ممارسة ضبط النفس».
إلى ذلك، أعرب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف لنظيره الفلســطيني محمود عباس، في موسكو، عن قلقه بشأن عملية السلام وسط الاضطرابات التي تشهدها المنطقة حاليا. واعلن انه لا يزال يؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون القدس الشرقية عاصمتها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد