مجزرة جامعة "فيرجينيا للتكنولوجيا" الأسوأ بتاريخ أمريكا
بعد أن كسرت مجزرة جامعة "فيرجينيا للتكنولوجيا" صمت أروقتها وهدوء صفوفها الذي تميزت به، إثر مقتل 33 طالبا في حادث إطلاق نار هو الأسوأ الذي يقع في حرم جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، أعلن المحققون أنهم يعملون على تحديد ما إذا كانت قضية مقتل شخصين في مبنى لنوم الطلبة الداخليين قرب الجامعة، كان قد سبق المجزرة بوقت قصير، هم أيضا ضحايا القاتل الذي حصد أرواح أكثر من 32 شخصا وجرح قرابة 15 ثم قام بالانتحار.
وكانت ردود الفعل المستنكرة لهول المجزرة، والمتعاطفة مع أسر الضحايا قد توالت حيث قال الرئيس الأمريكي جورج بوش الاثنين إن الأمة "مصدومة وحزينة" جراء أنباء المجزرة.يما قدمت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية تعازيها لأسر الضحايا وفق ما جاء في بيان.
يُشار إلى أن الجامعة كانت تعرضت مرتين خلال الشهر الجاري لإشاعات بوجود قنبلة، أحد هذه التقارير وقع الأسبوع الماضي، فيما عرضت إدارة الجامعة جائزة قدرها خمسة آلاف دولار لمن يبلغ عن أي معلومات حول تقارير القنبلة، فيما أكد ويندل فلينشوم، قائد شرطة حراسة الجامعة التي تضم أكثر من 25 ألف طالب، أن المحققين ينظرون في احتمال وجود رابط بين حادث المجزرة والتهديدات بوجود قنبلة.وكانت الولاية قد عاشت الاثنين، أجواءً مشابهة لتلك التي صاحبت هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من العام 2001، إثر الهجوم القاتل.
وتقع جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، وهي من الجامعات التقنية المعروفة في الولايات المتحدة، بمدينة "بلاكسبرغ" شرقي ولاية فرجينيا، على بعد نحو 400 كيلومتر باتجاه جنوب غرب العاصمة واشنطن.
وقال قائد شرطة حراسة الجامعة، ويندل فلينشوم إن عدد القتلى يتضمن أيضاً المهاجم، مشيراً إلى أن التقارير التي تتعامل معها الشرطة "ترجح أن المهاجم كان شخصاً واحداً."
ومن جانبه قال رئيس الجامعة تشارلز ستيغر، أن المسلح قتل في "الموقع الثاني"، في إشارة إلى أن المهاجم أطلق النار على الطلاب في موقعين داخل الجامعة، في وقت مبكر من صباح الاثنين.
وقال ستيغر إن إدارة الجامعة تعمل إلى جانب أجهزة الشرطة، لتحديد هوية الضحايا القتلى والمصابين، قبل أن تقوم السلطات المعنية بإبلاغ ذويهم.
وتم إبلاغ الشرطة بوقوع إطلاق نار في حرم الجامعة في حوالي الساعة السابعة والربع صباحاً، بعد أن قام عدد من الطلاب بالاتصال برقم الطوارئ 911، حيث أفادوا بسقوط عدد من الضحايا بعد أن أطلق شخص مسلح النار عليهم خارج مبنى "أمبلر جونستون" المكون من أربعة طوابق داخل الجامعة.
وفور وقوع الحادث، دعت إدارة الجامعة، التي تضم نحو 25 ألف طالب، الطلاب إلى ملازمة أمكانهم، وعدم الاقتراب من النوافذ، فيما أغلقت كل مداخل الحرم الجامعي وتم إلغاء الفصول الدراسية.
وبعد نحو ساعتين، تم إبلاغ الشرطة بوقوع إطلاق نار مرة أخرى، قرب مبنى "نوريس" القريب من الموقع الأول.وأكد مسؤولون أنه تم نقل 17 مصاباً إلى مستشفى "مونتغومري" في "بلاكسبرغ"، فيما جرى نقل خمسة آخرين إلى مركز "لويس-غال" الطبي، بمدينة "سالم" المجاورة.
إلى ذلك، قال متحدث باسم مستشفى "كاريليون ميموريال" إن ثلاثة من الطلاب المصابين بإطلاق النار تم نقلهم إلى المستشفى، فيما ذكرت متحدثة باسم مركز "نيو ريفر فالي" الطبي، في تصريحات أن المركز تلقى أربعة طلاب، أحدهم في حالة خطيرة.
وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو، إن الرئيس جورج بوش، عبر عن شعوره بـ"صدمة عميقة"، فور سماعه أنباء إطلاق النار في جامعة "فرجينيا تك."
وأضافت بيرينو قولها: "لقد كان رد فعله المباشر هو القلق الشديد على عائلات الضحايا، والتعاطف مع الضحايا أنفسهم، والطلاب، والأساتذة، وكافة سكان فرجينيا لما أصابهم من هذا الحادث المؤلم."
ومن جانبها، دعت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، أعضاء المجلس إلى الوقوف حداداً على ضحايا الحادث، الذي وصفته بأنه "هجوم مريع."
وكانت تقارير سابقة للشرطة قد أشارت إلى أن أحد الأشخاص تم اعتقاله، لاتهامه في حادث إطلاق النار بالجامعة، حيث ذكرت نفس التقارير أن شخصاً واحداً لقي مصرعه وأصيب آخر، نتيجة تعرضهما لإطلاق النار.
ويعد الحادث هو الأكثر دموية بين حوادث إطلاق النار التي تزايدت مؤخراً في المدارس والجامعات الأمريكية.وقبل نحو عام تقريباً، وتحديداً في 22 مارس/ آذار من العام الماضي، قتل عشرة أشخاص في حادث إطلاق نار بإحدى المدارس الثانوية في محمية "ريد ليك إنديان" بولاية مينيسوتا، بالقرب من الحدود الكندية.
وصنف الحادث آنذاك، على أنه "أسوأ حادث إطلاق نار بمدرسة أمريكية"، منذ المذبحة التي وقعت في 20 من أبريل/ نيسان عام 1999 بمدرسة "كولومباين" الثانوية بولاية كولارادو، والتي قتل فيها 14 طالباً بينهم مهاجمان ومدرس.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد