مثقفون يدعون للتشبث بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين
أكد مفكرون ومثقفون شاركوا في ندوة عقدت بمقر نقابة الصحفيين المصريين مساء الخميس ضرورة التشبث بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.
واعتبر الكاتب والمفكر فهمي هويدي أن حق العودة أمر متفق عليه دوليا، وأن لا أحد يملك التنازل عنه إلا أصحاب الحق أنفسهم.
وأكد هويدي أن البعض يحاول استغلال حق العودة نقطة ضعف عند اللاجئين لمطالبتهم بالتنازل مقابل التعويض، مشددا على أن ليس من حق أحد المساومة في هذا الموضوع.
وأشار هويدي إلى وجود 5 ملايين فلسطيني ما زالوا يحلمون بالرجوع إلى ديارهم ويحوزون أوراق ملكيتهم ومفاتيح دورهم.
وأورد نتائج دراسة تقول إن 78% من الإسرائيليين يعيشون على 14% فقط من الأرض، وخلص -بناء على ذلك- إلى أنه من الممكن إعادة جميع اللاجئين الفلسطينيين دون استثناء إلى قراهم.
وأوضح هويدي أن ما أثير عن الخلل السكاني في إسرائيل "مسألة داخلية لسنا مطالبين بحلها لهم"، نافيا ما تردده إسرائيل من مزاعم بأن حق العودة يهدد الوجود الإسرائيلي.
وطالب هويدي بمناقشة كيفية العودة مع اللاجئين أنفسهم لأنهم وحدهم أصحاب الحق وليس مع الحكام، مؤكدا أن من يتعاملون مع ملف اللاجئين هم ممن سماهم "أصحاب الضمير الميت".
وقال إن ثمة تواطئا عربيا على "التخلص من قضية حق العودة بأي ثمن"، وأن "الاختلاف فقط في كيفية تفكيك مفردات هذا الحق"، مشيرا إلى أن أحياء المبادرة العربية في هذا التوقيت هدفه القضاء على حق العودة.
وبدوره اعتبر المفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين أن ثمة "حملة تضليل تجري لاغتيال حق العودة".
ونوه على ما "يدعيه البعض بضرورة حل القضية حلا عادلا"، مؤكدا أنه حتى رئيس السلطة أو رئيس الحكومة الفلسطينية لا يستطيعان التنازل عن هذا الحق نيابة عن الشعب الفلسطيني.
وانتقد ياسين -في تصريحات- هذه الادعاءات، وقال إن هذا "الحل العادل" أمر يختلف تماما مع حق العودة الذي كفله القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة قبل 60 عاما.
وأشار ياسين إلى أن القرار 194 أقر العودة وكذا التعويض عما خسره الفلسطينيون طوال غيابهم عن بلادهم, وأضاف أنه "بات من الواضح أن هناك محاولة لتقديم تنازل بصدد حق العودة".
وانتقد ياسين المبادرة العربية مشددا على أنها بحاجة إلى قوة تدعمها، داعيا إلى احتفاظ الدول التي تتقدم بالمبادرة بمسافة بين الطرفين.
واتهم الأنظمة العربية بأنها لا تحافظ على هذه المسافة ولا تملك معاقبة من يخرج على هذه المبادرة، وهو "ما يغري إسرائيل بالتلاعب بهذه المبادرة على النحو الذي فعله أولمرت غداة إعادة طرح المبادرة، حيث اشترط ألا تكون القدس عاصمة لدولة فلسطين وألا يكون الانسحاب إلى حدود 4 حزيران وألا تتم المطالبة بحق العودة وأن يتم التطبيع قبل التوقيع".
وكرمت الندوة الشاعر الفلسطيني هارون هشام رشيد الذي قال إن "لكل مبدع أداة يحافظ بها على هذا الوطن".
وأوضح أنه سيظل ثابتا على ما ردده منذ سنوات في شعره وقصائده التي تغنى بها آلاف الفلسطينيين، مؤكدا أنه واثق من العودة "التي هي الحلم".
المصدر: الجزيرة نت
إضافة تعليق جديد