متلازمة «غيلان» تنتشر في اللاذقية

24-08-2016

متلازمة «غيلان» تنتشر في اللاذقية

سجّلت مستشفيات اللاذقية انتشار متلازمة «غيلان باريه» بمعدلات تزيد أضعافًا عن نسبتها الطبيعية سنوياً، ما استدعى قدوم وزير الصحة من دمشق إلى اللاذقية لمعاينة الحالات عن قرب. متلازمة «غيلان» هي اضطراب مناعي نادر تبدأ عوارضه بوهن عام وشعور بالخدر مع تنميل في الأطراف السفلية ويهدد بحدوث شلل صاعد في حال حقق انتشاراً سريعاً في الجسم.
لم يدلِ الوزير بأي تصريح صحافي حول الموضوع عقب زيارته للمصابين في المستشفى، وقد حاولت بعض وسائل الإعلام الحكومية والقريبة منها التخفيف من أهمية الموضوع ففسرت عدم إدلائه بتصريح بأنه اعتبر ان الموضوع غير مخيف. إلا أن المشكلة لا تكمن بعدد المرضى (تقول المصادر الرسمية إنهم 18) بل في عدم معرفة مسببات انتشار المرض حتى الآن، ما يزيد احتمال تسجيل إصابات جديدة في حال لم تعالج المشكلة.
مصدر طبي أشار إلى أن المعدلات السنوية للمرضى المصابين بالمتلازمة في اللاذقية يتراوح بين اثنين إلى ثلاثة أشخاص. لكن أعداد المصابين خلال أسبوعين تجاوزت المعدلات بأشواط. ينقل المصابون إلى «مستشفى الأسد الجامعي» في اللاذقية ويعالجون من خلال تبديل «البلازما»، وفي حال عدم تماثل المريض للشفاء بهذه الطريقة، فهو يحتاج إلى علاج آخر بكلفة عالية جداً، ما استدعى تدخّل السلطات الرسمية للتكفّل بالعلاج.
تؤكد المصادر الطبية ان الحالة لا تُصنَّف وباء لأن المرض لا ينتقل بالعدوى من شخص إلى آخر، لكن هذا يعيدنا إلى جذر المشكلة وهو من أين يأتي المرض؟ حتى الآن يلوح في الأفق احتمالان: إما أن يكون المرض ناجمًا عن مياه ملوثة أو طعام ملوث، ومرد ذلك إلى أن جميع المصابين أدلوا بمعلومات تفيد بأنهم عانوا من مشاكل هضمية قبل تشخيص المرض الذي يمكن أن يحمل أعراضًا تنفسية أيضاً، وذلك بحسب أطباء في اللاذقية يتابعون الحالات.
حصلنا على معلومات تشير إلى أن عدداً من المصابين سبحوا في المكان نفسه بشكل متفرق، إضافة إلى مصاب من بانياس سبح أيضاً في مناطق غير نظيفة خلال الفترة الماضية، ما جعل الاشتباه كبيراً بأن يكون تلوث البحر مسبباً، حتى أن البعض عزفوا عن النزول إلى البحر خلال الفترة الحالية.
تقول الدكتورة سحر جبور إن دراسة تجرى حاليًا على عدد من المصادر المشتبه بها مثل المياه والطعام والبيئات التي ينحدر منها. وأكدت الطبيبة المعنية بالملف أن لا خوف حالياً فجميع الحالات تحت السيطرة وتتجاوب مع العلاج ولا يوجد سوى حالتين في مرحلة الخطر. وبحسب التجارب العالمية يتماثل 90 في المئة من المصابين للشفاء.
جبور بينت أن المصابين من مختلف الأعمار وبينهم طفل بحالة خطرة، كما أشارت إلى أن غالبيّتهم من الساحل السوري باستثناء مريض واحد قادم من حارم في ريف إدلب، الأمر الذي غير احتمالات المسببات وبدأ يطرح احتمالات جديدة.
انتشار «متلازمة غيلان» أثار مخاوف لدى سكان الساحل السوري فانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن العوارض وعن وسبل العلاج، وبات الموضوع حديث الناس في المحافظة. تؤكد الدكتورة جبور أن «التلوث من المسببات المطروحة دائمًا لمرض مماثل». واذا ما نظرنا إلى الشواطئ والعشوائيات وبعض مناطق تجمع الوافدين فإننا نلحظ التلوث في الطعام وحتى المياه، ناهيك عما أفرزته الحرب من تلوث على البيئة عمومًا.

بلال سليطين

المصدر: السفير

التعليقات

أعتقد أن ما تم ذكره من أسباب للمرض لا يقارب الحقيقة لأن المرض لا ينحصر في المناطق الساحلية أو العشوائية. قريبتي أصيبت العام الماضي بالمرض وهي تسكن قرية في مصياف بعيدة عن كل أنواع التلوث وطعامها مما تنتجه في منزلها، ولم تنزل البحر منذ سنين طويلة جدا (( إذا كانت قد زارته أصلا ))، وجاري أصيب بالمرض منذ أسابيع قليلة وهو يعيش في دمشق ولم يزر البحر منذ سنوات. الأمر الأهم هو تكاليف العلاج لأن الفقير سيموت حتما إذا أصيب بالمرض لأن التكاليف تصل إلى مئات آلاف الليرات السورية لتغيير البلازما وهذا يحتاج إلى همة الحكومة في مساعدة المصابين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...