مائة مليون طن قمامة تطفو على سطح المحيط الهادي
أشارت آخر التقديرات حول تلوث بحار العالم إلى أن نحو 100 مليون طنا من القمامة تطفو حاليا على سطح شمال المحيط الهادي، لتغطى ما يزيد عن ضعف مساحة الولايات المتحدة.
وجاءت هذه التقديرات التى أعلنتها مؤسسة "الغاليتا مارين" للبحوث ومقرها كاليفورنيا، تزامنا مع نشر صحيفة "ساينس" لأول خارطة عالمية لتأثير الإنسان على البحار والمحيطات.
وشرح بيل ماكدونالد الخبير بالمؤسسة ل "آي بى اس"، أن القمامة الطافية على سطح الهادي تشمل كل شيء، من أكياس البلاستك إلى القنينات إلى معشقات تروس مراكب صيد الأسماك، وتعوم من شمال هاواي حتى اليابان.
وبدوره، أكد كيمبرلى سيلكو أحد كبار الباحثين بجامعة هاواي فى حديث ل "آي بى اس" انه لا تكاد تنجو أي منطقة (فى المحيطات) من فعل الإنسان وأن "أسوأ ما فى الأمر هو عدم كفاية المعلومات المتوفرة عنها".
فيتعمد العلماء والباحثون فقط على البيانات المتوفرة، علما بأنه لا توجد معلومات عن تداعيات عمليات صيد الأسماك غير الشرعية أو التغيير المناخي أو الحطام والأنقاض أو تأثير الصيد فى الماضي، ضمن غيرها.
وتشير البحوث إلى أن أكثر مياه البحار تأثرا تشمل مساحات شاسعة من بحر الشمال، جنوب وشرق بحر الصين، بحر الكاريبي، الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية، البحر الأبيض المتوسط، البحر الأحمر، الخليج العربي، ومناطق كبيرة فى غرب المحيط الهادي.
هذا وكادت البحوث التى أجريت فى الماضي حول تداعيات فعل الإنسان على البحار والمحيطات، تنحصر فى دراسة أنشطة أو نظم بيئية بعينها وبمعزل عن غيرها، فيما بحث العلماء فى الدراسة الحالية فى الآثار المتراكمة والمركبة لأنشطة الإنسان فى كل المياه البحرية.
فشرح بن هالبرن، العالم والباحث بجامعة كاليفورنيا أن "النتائج التى توصلنا إليها تبين أن الوضع أسوأ من المتوقع". فأضاف الباحث ماكدونالد لهذا التأكيد أن "الوضع فى تدهور مستمر". وأفاد بأن سفينة البحوث "ألغيتا" التابعة للمؤسسة، والتي تسير بالطاقة الشمسية، تتواجد حاليا وسط القمامة البلاستكية الطائفة لجمع العينات.
وشدد على استحالة تنظيف البحار من القامة الطائفة، لا لحجمها الهائل فحسب بل ولأن العديد من المخلوقات والكائنات البحرية، كالقواقع والطحالب، تثبتت فى جزر البلاستك العائمة. كما تتعمق العلائق حتى مائة متر تحت سطح المياه.
هذا ومن بين التداعيات الخطيرة أن البلاستك يقتل الحيوانات البحرية، فهي تأكله أو تبتلعه وتهبط إلى القاع. كما يحتوى البلاستك على مواد سامة ويدوم مئات السنوات.
وأختتم ماكدونالد حديثة بالإشارة إلى حالة عدد من الشواطئ المنعزلة فى هاواي التى لم يجرى تنظيفها، حيث تكاد 80 فى المائة من طبقة الرمال الواقعة على عمق قدمين تكون مكونة من جزئيات من البلاستك.
المصدر: آي بي أس
إضافة تعليق جديد