مئات الطلاب وحملة الماجستير ينتظـرون قرار «التعليم العالي» بافتتاح الدكتوراه في السياحة!

في كلية السياحة ينتظر ما يزيد على 300 طالب ماجستير في جامعة دمشق الإعلان عن افتتاح درجة الدكتوراه الموجودة منذ عدة سنوات ولكن لم تُفعّل بعد بقرار من قِبل وزارة التعليم العالي، ولسان حالهم يقول: اخترنا أن نكمل الماجستير لكي نصل إلى مرحلة الدكتوراه ونكمل مسيرتنا، ولكن المفاجأة بعدم افتتاح درجة الدكتوراه!، ومن الجدير ذكره أن أكثر المتضررين هم عدد من الطالبات والطلاب المعيدين الذين تم إيفادهم بعد تخرجهم في جامعة البعث بكلية السياحة إلى جامعة دمشق ليكون لهم حق إكمال دراسة الماجستير والدكتوراه كما هو مدوَّن في قرار الإيفاد الذي اطلعت عليه «تشرين»، وكانت مفاجأة هؤلاء المعيدين أنهم عندما أنهوا مرحلة الماجستير التي كانت عامين مواد وعاماً رسالة، ثم استوفوا كل الشروط مدة عام كامل للدخول إلى الدكتوراه إلا أنهم صُدموا بواقع مغاير تماماً، كما يقولون: تشجعنا وجئنا من حمص إلى دمشق في وقت عصيب وأكملنا دراستنا في ذروة الحرب حينها وتحملنا صعوبة المواصلات بين المحافظتين وخططنا كانت قائمة على إكمال الدكتوراه في جامعة دمشق لنفاجأ بعدم افتتاحها بعد!،كما يوجد عدد منهم تقدموا بطلب إيفاد خارجي إلا أن طلبهم رُفض حينها من الدول المانحة أو أنه طلب منهم مرحلة ماجستير ترميمية!، وأيضاً هناك منح لا تحتوي على الاختصاص ذاته الذي يدرسونه حسب تعبيرهم!

والذي يزيد الطين بلّة أن هناك معيدين موفدين من جامعة البعث وفي حال عدم افتتاح درجة الدكتوراه أو عدم إيفادهم إلى الخارج فحينها يجب عليهم دفع غرامات مالية عن مدة إيفادهم إلى جامعة دمشق ويمكن أن يصل المبلغ إلى الملايين!، وأن لديهم مهلة إلى نهاية هذا العام فقط لمعرفة مصيرهم.

عميد كلية السياحة أيمن ديوب  أكد وجود ٣٤٥ طالب ماجستير، وسافر منهم حوالي أربعة عشر معيداً لصالح الكلية وسيعودون بعد حوالي عامين، وهناك معيدون طموحهم أن يكملوا الدكتوراه وليست لديهم إمكانات مادية للسفر ومن حقهم أن يكملوا دراسة الدكتوراه، مضيفاً: ليس من المعقول أن أرى الخريج الأول على الكلية في معهد التدريب السياحي يقوم بحضور المحاضرات ليأخذ الشهادة ويعمل بها!، والأولَى بنا الاستفادة منه في الكلية وإعطاؤه المجال ليكمل دراسة الدكتوراه ويكون ضمن كوادر الكلية فيما بعد.

وعن تأخر عدم افتتاح درجة الدكتوراه في كلية السياحة على الرغم من وجودها، وعدم اتخاذ القرار من قِبل المعنيين في وزارة التعليم العالي إلى الآن بخصوص ذلك بسبب عدم وجود الكوادر الكافية وأن الأساتذة الجامعيين هم من كليات الاقتصاد أو الآثار والمتاحف وغيرها من الكليات…. إلخ، وأن البنى التحتية لا تؤهل لذلك قال ديوب: إن وزارة التعليم العالي لا تريد أن تأخذ قرارات متسرعة على اعتبار أن كلية السياحة في دمشق محدثة منذ حوالي عشر سنوات، وكانت الكلية تعاني نقصاً كبيراً في الأساتذة ولكن منذ سنتين وأثناء مسابقة أعضاء الهيئة التدريسية تم تعيين تسعة أساتذة فيها ويمكن في المسابقة القادمة أن تكتسي كلية السياحة بالكوادر ويكون المعيدون قد عادوا من الخارج.

ولفت ديوب إلى أنه يمكن أن تكون رسالتا الماجستير والدكتوراه أنموذجية في الكلية وقائمة على المزج بين العلوم فيكون المشرف الأساس من ملاك كلية السياحة ومعه مشرف مشارك من كلية العمارة أو الاقتصاد أو الآثار والمتاحف أو الهندسة المدنية أو التاريخ، وتالياً هذه الرسالة يمكن أن يكون لها جانب خاص مهني وأيضاً سياحي… وهذا الموضوع أصبح الآن على منصة مجلس التعليم العالي، وبمجرد الموافقة على ذلك سيكون هناك افتتاح لدرجة الدكتوراه، منوهاً بأنه يمكن أن تكون هناك نقاط ضعف ولكن يمكن تلافيها، فهناك دكتوران جامعيان سيقدمان أوراقهما ليكونا أساتذة مساعدين، أربعة أساتذة موجودون… وتالياً سيصبح هناك خمسة أساتذة يشرفون على الدكتوراه.

ولفت ديوب إلى أنهم يريدون أن يصلوا مع القائمين في الوزارة إلى صيغة حوار علمي أكاديمي في المنتصف، وأضعف الإيمان أن يُفتح المجال حالياً فقط للمعيدين ليكملوا الدكتوراه، ومن ثم في السنوات القادمة السماح لبقية طلاب الماجستير إكمال الدكتوراه.

ومن جانبه، مدير الشؤون التعليمية في وزارة التعليم العالي محمد فائد حاج حسن رداً على سؤالنا: هل كلية السياحة مؤهلة لافتتاح درجة الدكتوراه الموجودة أصلاً فيها ولكنها غير مفعلة؟! قال: إذا كانت الكلية غير مؤهلة فهل يعقل أن يصدر قرار من مجلس الجامعة لاستحداث درجة علمية فيها، وهل نحن نفرط بسمعتنا؟.ولكن على اعتبار أنها مؤهلة لهذه الدرجة العلمية… فلماذا مجلس الجامعة لم يتخذ قراراً بافتتاحها بعد؟! لتكون الإجابة إن المجلس يدرس حيثيات الكلية وإمكانية افتتاح الدرجة!!.

وعن الطلاب المعيدين الذين أوفدوا من جامعة البعث إلى جامعة دمشق وضمن قرار إيفادهم يوجد أن دراستهم ستتضمن الماجستير والدكتوراه قال: لا توجد مشكلة بأن الدكتوراه لم تُفتتح وفي ورقة الإيفاد مكتوب ماجستير ودكتوراه!، فحينها يطوى القرار ويصبح القرار فقط للماجستير!، ويصبح للطلاب بذمتنا إيفاد للدكتوراه، لافتاً إلى أن الطلاب يمكنهم التقدم بالطلب لإيفاد خارجي!.

تشرين