مؤشرات أسواق أوروبا تتراجع قياسياً ومحاولات التهدئة لا تجدي نفعاً
بعدما انتاب الهلع اسواق المال التي تراجعت في اوروبا بشكل قياسي، حاولت القيادة الاوروبية أمس، طمأنة المستثمرين القلقين من عدوى ازمة الديون، بعد اسبوعين فقط من قمة يفترض انها قد حلت هذه المشكلة.
وهوت الاسهم الأوروبية مسجلة أكبر هبوط اسبوعي لها في قرابة ثلاثة اعوام متأثرة بالمخاوف بشأن ضعف النمو الاقتصادي العالمي واحتمالات اتساع نطاق أزمة ديون منطقة اليورو لتشمل ايطاليا واسبانيا. بنهاية التعامل في البورصات الأوروبية هبط مؤشر «يوروفرست» لاسهم كبرى الشركات الأوروبية 1,7 في المئة مسجلا 976,10 نقطة أدنى إغلاق له في 13 شهرا. وعلى مدى الاسبوع هبط المؤشر 9,8 في المئة وهو أكبر هبوط أسبوعي للمؤشر منذ تشرين الاول 2008.
وبعد العودة خصيصا من عطلته، كان المفوض الاوروبي المكلف الشؤون الاقتصادية اولي رين اول من تدخل في بروكسل. وفي مؤتمر صحافي قال ان الاتفاق الذي توصل اليه قادة منطقة اليورو عقب قمة طارئة في منتصف تموز الماضي، يتضمن عدة نقاط تقنية تتطلب وقتا قبل تنفيذها. واكد ان المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي وصندوق الدعم الاوروبي، تعمل «ليلا ونهارا» في حين ابدى البعض خوفا من ان تظل منطقة اليورو بدون قبطان خلال اب الحالي.
وقال رين «انها قضية اسابيع وليس اشهرا» وان التقدم متوقع خلال ايلول المقبل عندما تصادق البرلمانات الوطنية على القرارات المعتمدة في 21 تموز الماضي. وفضلا عن الخطة الثانية لمساعدة اليونان، اتفق قادة منطقة اليورو خلال قمتهم على سلسلة من الاجراءات لمكافحة ازمة الديون بما فيها تعزيز صندوق الدعم الذي فتح في العام 2010 لمساعدة ايرلندا والبرتغال. واعتبر رين ان لا بد من تعزيز قدرة ذلك الصندوق على الإقراض رافضا في الوقت نفسه الدخول في تفاصيل الارقام، ويتمتع الصندوق حاليا بقدرة فعالة لتقديم قروض قدرها 440 مليار يورو في مبالغ كافية لانقاذ بلاد بحجم ايطاليا.
ولدى تطرقه الى الهجمات التي تعرضت اليها الاسواق في روما ومدريد اعتبر المفوض الاوروبي انها «غير مبررة» نظرا لما يتمتع به البلدان من اصول ورأى انهما ببساطة ليسا بحاجة لخطط مساعدة. وفي مواجهة الوضع الطارئ، اجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي محادثات عبر الهاتف مع تريشيه تناولت الوضع في منطقة اليورو، على ما اعلن القصر الرئاسي الفرنسي. واشار الاليزيه الى ان ساركوزي سيتباحث مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو.
لكن اسواق المال تجاهلت هذه التصريحات وركزت فقط على التقرير الاميركي حول الوظائف. فقد اعلنت وزارة العمل الاميركية ارتفاعا في عدد الوظائف التي تم استحداثها في تموز المقبل بلغ 117 الفا مقابل 46 الفا في الشهر الذي سبقه بينما انخفض معدل البطالة 0,1 نقطة الى 9,1 في المئة. وجاءت ارقام نشرتها الوزارة افضل مما كان يتوقع المحللون الذين كانوا يتحدثون عن خلق 85 الف وظيفة.
الا ان التفاؤل لم يستمر طويلا فبعد ان فتحت على ارتفاع طفيف، عادت بورصة نيويورك الى التراجع بعد اقل من نصف ساعة من بدء المبادلات. وعلى الفور ارتفعت علاوات المخاطر المفروضة على اسبانيا وايطاليا في سوق الديون صباح الجمعة الى اعلى مستوى تاريخي يسجل بالمقارنة مع المانيا، الدولة المرجعية في منطقة اليورو، على خلفية مخاوف من انتقال ازمة الديون في منطقة اليورو الى هذين البلدين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد