ليفـني تتجـه للتسـليم بعجـزهـا ونتنياهـو «يغـازل» قـادة التطـرّف
بقي المشهد السياسي في اسرائيل مربكا بعد استكمال فرز أصوات الناخبين، حيث ظل حزب كديما بزعامة تسيبي ليفني، متفوقا بمقعد واحد على حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو. ورغم ذلك، بقيت الترجيحات تصب في خانة نتنياهو ليكلف تشكيل الحكومة المقبلة، وسط إجماع على استحالة تولي ليفني هذا المنصب الذي قد يؤول الى حكومة يمينية تضم كبار دعاة الاستيطان والعنصرية.
وأكدت اللجنة الانتخابية في اسرائيل بعد فرز اصوات الجنود، ان كديما، حصل على 28 مقعدا في الكنيست بينما حصل حزب الليكود على .27 وتتجه الأنظار الآن الى الرئيس شمعون بيريز الذي أمامه فترة أسبوعين ليقرر من الذي سيطلب منه تشكيل حكومة. وبصفة تقليدية، فان زعيم الحزب الذي يحصل على أكبر عدد من المقاعد في الكنيست هو الذي يطلب منه تشكيل حكومة. لكن النتائج أظهرت ان أحزاب اليمين تتمتع بالغالبية. واذا ما تم تكليف نتنياهو، فستكون هذه المرة الاولى خلال 60 عاما التي لا يحصل فيها الحزب الفائز في الانتخابات على فرصة لتشكيل الحكومة.
وفيما اجتمعت ليفني مع رئيس الوزراء المستقيل ايهود اولمرت، التقى نتنياهو قادة حزبي «الوحدة الوطنية» و«البيت اليهودي» اليمينيين المتطرّفين، وهم من كبار دعاة الاستيطان لأسباب دينية وتاريخية. وكان رئيس الوزراء السابق (1996-1999) اجتمع امس الأول مع زعيم حزب «اسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان الذي فاز بـ15 مقعدا محققا اختراقا كبيرا. واعلن ليبرمان انه يفضل حكومة يمينية، من دون ان «يستبعد أي ترشح آخر في هذه المرحلة».
ويتفق المحللون ووسائل الإعلام على ان نتنياهو سيكون رئيس الوزراء المقبل. ويقول هؤلاء ان ليفني لا يمكنها الاعتماد حاليا سوى على دعم نواب حزبها الـ28 في الكنيست الجديدة، مشيرين الى ان الأحزاب اليسارية التي خرجت من هذه الانتخابات ضعيفة جدا، حجبت عنها دعمها. واعلن قادة حزب العمل الذي تراجع تمثيله من 19 الى 13 نائبا، انهم سينتقلون الى المعارضة. وقال متحدث باسم الحزب «ان حزب العمل يتوجه الى عدم طرح اي مرشح لرئاسة الحكومة».
وتستبعد جميع الصحف الاسرائيلية تشكيل حكومة برئاسة ليفني، حتى في حال انضمام حزب ليبرمان إليها، وهي فرضية مستبعدة أساسا. وكتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» في افتتاحيتها انه «حتى لو أراد ليبرمان ذلك، لن يتمكن من جعل ليفني رئيسة للحكومة»، فيما رأت صحيفة «معاريف» ان «ليفني بدأت تدرك انها لن تكون على ما يبدو رئيسة وزراء اسرائيل في المرحلة الراهنة». واوضحت صحيفة «هآرتس» ان «ليفني فازت على اليسار في الانتخابات» بفضل انتقال اعداد كبيرة من الأصوات لصالح حزبها، لكن «اليمين هزمها».
وفي الولايات المتحدة، يرى خبراء أميركيون ان جنوح الناخبين الإسرائيليين يمينا، يسدد ضربة لآمال الرئيس الاميركي باراك اوباما بتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط وصون مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. ويوضح هؤلاء ان «نتنياهو يتباهى بسمعته كيميني متحمس للحرب وهو لا يخفي رفضه التفاوض بشأن دولة فلسطينية في الضفة الغربية».
الى ذلك، ذكرت «هآرتس» الإسرائيلية ان رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس، أجرى خلال الأسابيع الأخيرة حملة دولية غايتها إقناع المجتمع الدولي بفرض شروط على حكومة يمينية إسرائيلية برئاسة نتنياهو على غرار الشروط التي تم فرضها على حركة حماس بعد فوزها بالانتخابات التشريعية. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، قوله ان قادة فرنسا وبريطانيا وايطاليا تعهدوا لعباس بأنهم لن يمكنوا الحكومة الإسرائيلية من عرقلة أو تجميد العملية السياسية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد