تقتضي الموضوعية نقل جميع وجهات النظر في أية قضية، وكم أتمنى لو توخيتم الموضوعية في هذا العمل، ونقلتم توثيق مؤرخ واحد على الأقل من المؤرخين السوريين، أو مؤرخ واحد مستقل، بدل الاعتماد على توثيق عزمي بشارة وحده.
عزمي بشارة ليس المرجع الوحيد في العالم للثورة السورية، وكل عملكم هذا يستند إلى أقواله، وهي أقوال أنتم تعترفون في عملكم أنها لا تملك أية مصداقية بسبب سجله في تبييض المؤسسات بالأجرة. ألا تعتقدون أن انعدام مصداقية شاهدكم الوحيد يسيء إلى قيمة عملكم وإلى الغاية المرجوة منه؟
بجميع الأحوال، أسعد الناس بعملكم هذا هو عزمي بشارة، فإضافة إلى التسويق المجاني لكتابه القذر في أوساطنا، يمثل اعتراف نبيل صالح بمصداقية عزمي بشارة في كتابه القذر تبييضا مجانيا لصفحة عزمي بشارة كمبيض مأجور للمؤسسات.
هذا العمل يذكرني بقول صدقي اسماعيل:
إني لأعجب أن تروى مدائحه
لجحشنات بني عثمان في الكتب
الأيهم صالح
(الجمل): العمل على مبدأ : وشهد شاهد من أهله.. كما لانعرف أي مفكر ثورجي لديه مصداقية ..فكلهم من طينة عزمي..فإذا كنت تعرف أحدا فأفدنا باسمه مع الشكر
الأخ الأيهم.. هل المبدأ هو الانتقاد لأجل الانتقاد؟؟
جماعة الثورة يعتبرون بطيخ بشارة أحد أهم منظريهم باعتباره (مفكر عربي)، والفيديو ببساطة يقول لهم أن أهم منظريهم يقول ما نتيجته أنهم كاذبون وإرهابيون، والفيديو يؤكد تلك النظرية بمقاطع مأخوذة من مظاهراتهم وعملياتهم التي صوروها بأنفسهم.
بالنسبة لنا، أعداء الثورة السلفية (سواءً كنا مع النظام أم لم نكن)، فالفيديو ليس موجهاً لنا، فكل ما ذكر فيه نعرفه عن ظهر قلب ونعرف أكثر منه، ليس منا من لم يعش تفاصيل كل عملية إجرامية قاموا بها، كل قذيفة حقد أمطروا المدن السورية بها، لا زلت أذكر وجوه أولئك الذين استشهدوا بقذائف الحقد وجهاً وجهاً، فلست (وليس غيري من أصحاب التوجه ذاته) بحاجة إلى الفيديو، بل هو موجه إلى من يدعون الرمادية، إلى من يدعون الجهل، إلى من ينكرون الحقائق من مبدأ (الأمور غامضة، والاتهامات قابلة للجدل).
أن تضيء شمعة، خير من أن تلعن الظلام ألف مرة.
إن كان هناك من نقد بناء (عند الإشارة إلى مجزرة الأمن العسكري في جسر الشغور، تم الاستعاضة بمشاهد من جريمة إلقاء الموظفين من أعلى سطح بناء في إدلب، ويمكن تغيير هذا الجزء من الفيديو ليناسب الحديث)، فأعتقد أن أصحاب الفيديو يرحبون به، أما النقد الاتهامي الذي لا يصلح شيئاً، فلا أرى سبباً له.
على الهامش: يجب ترجمة هذا الفيديو ونشره باللغة الانكليزية، وباللغات الأخرى إن أمكن، فلربما تسعفنا أكذوبة الديمقراطية في تحريك الرأي العام في العالم، بالرغم من أننا جربناها، لكن لنحاول من باب إقامة الحجة.
لأصحاب الفيديو: سلمت أيديكم وبوركت جهودكم.
النقد الموضوعي الأساسي هو اعتماد الفيلم على مصدر واحد هو أحد أهم منظري الإرهاب، وإهمال كل المصادر الأخرى، مع ملاحظة أن الفيلم بدأ تقديمه للمصدر بالتركيز على عدم مصداقية هذا المصدر. ماذا تقولون عن عمل وثائقي يستند إلى مصدر واحد ويقول علنا أن هذا المصدر مأجور وعديم مصداقية؟
وعندما كتبت ذلك النقد لم أكن أعرف أن الجمل قد قرر الاعتماد على مصادر "ثورجية" في توثيق الإرهاب الذي يستهدف بلادنا، ولم أكن لأتوقع أن يطلب مني الجمل اقتراح مصادر ثورجية ذات مصداقية. أنا لا أتابع مثل هذه المصادر، ولا أنصح أحدا بمتابعتها أو النقل عنها. بدلا من ذلك أشجع على متابعة المصادر التي لم تنخدع بالثورة ولم تتورط في تفصيل الآراء والمواد الإعلامية حسب من يدفع أكثر.
في حالة التهلهل الثقافي وفي خضم معركة التضليل الإعلامي وتغيير هويتنا الثقافية، أعتقد أن الإضافة التي يمكن أن تقدمها مؤسسة إعلامية مستقلة مثل الجمل هي إنتاج توثيق مستقل وليس تسويق سموم منظري الإرهاب وتجاهل كل ما كتبه معسكرنا. للأسف الجمل لا يقوم بذلك الدور، وقد حاولت عدة مرات تنبيه الأستاذ نبيل صالح إلى رسالة الجمل التي أطلقها منذ أول يوم، والتي أنقلها هنا مرة أخرى لعل الأستاذ نبيل يعيد قراءتها ويتذكر رؤية مشروعه التنويرية، ويعمل على تأسيس تطهيرية لمؤسسته الثقافية لتعيد توجيهها باتجاه الخط التنويري.
تقول رسالة الجمل:
http://www.aljaml.com/node/2080
(الجمل)، مشروع تنويري شامل، يعمل على توسيع دائرة المعرفة والتواصل الوطنيين، عبر نفض الغبار عن المهمل، والخوض في اللامفكَّر فيه، لنتمكن من معرفة أنفسنا، و معرفة الآخر، بمشاركة النخب السورية: السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية، في عالم متغير، تلعب فيه المعرفة الدور الأول في حماية وتحصين حامليها.. أما بالنسبة لخطابنا الإعلامي، فنحن نختلف عن توجهات السلطة والمعارضة، اللتين تتبادلان الأدوار بين حقبة تاريخية وأخرى، لتؤكدا أكثر بأن الملك ما زال هو الملك، وأن سادتنا في الجاهلية هم سادتنا في الإسلام..وبالنظر إلى ماتقدم، قررنا أن نكون ضد الجميع بالتساوي ومن دون تفريق..
إضافة إلى ذلك، أجد من الضروري التنويه إلى أن هذا الفيلم نموذج للطرق التي يمكن أن يخترق بها إعلام الأعداء معسكرنا، والتي نبهت إليها مرات كثيرة في سلسلة احذروا الاستحمار على موقعي. ما فعله المبيض المأجور هو ذكر مجموعة من الوقائع بين أطنان من الأكاذيب متأملا أن يأتي شخص مثل منتج هذا العمل ويختار هذه الوقائع ليناقشها، فيوصل رسالة ضمنية عن مصداقية المبيض المأجور، ويساهم بذلك في تبييضه. التعامل الوحيد المقبول مع هذا النوع من البروباغاندا هو تجاهلها تماما وعدم الاكتراث لها وكأنها غير موجودة، وإنتاج مواد بديلة تكون منافسا لها في سوقها.
أتمنى أن يجرب منتج الفيلم إعادة إنتاجه بدون أي اقتباس من المبيض المأجور أو أي مصدر ثورجي كاذب، وبالاعتماد على مصادر أكثر مصداقية. وإذا كان منتج العمل مهتما بذلك يمكن أن أقترح عليه الاستفادة من توثيق نبيل صالح للأحداث التي عاشها وتابعها يوما بيوم خلال الأزمة.
وأتمنى أن يعيد الجمل تبني رسالته التنويرية ويتذكر مشروعه التطهيري.
الأيهم صالح
التعليقات
تبييض مجاني
المهم الانتقاد؟
النقد الموضوعي الأساسي هو
إضافة تعليق جديد