كليات الطب تعاني نقصاً في جثث.التشريح
كشف عميد كلية الطب البشري في جامعة دمشق الدكتور رائد أبو حرب عن وجود نقص واضح في «الجثث» المستخدمة للجانب العملي لتدريب الطلبة في الكلية في السنتين الأولى والثانية، الأمر الذي يتسبب في غياب التدريب الكامل والواضح للطلبة على الجوانب التشريحية.
أبو حرب لم يخف وجود صعوبة كبيرة في تأمين الجثث، كاشفاً عن محاولات ومساعٍ قائمة للحصول على الجثث البلاستيكية الخاصة بالتشريح أو الالكتروني (الرقمي)، والخاصة بالتدريب العملي للطلاب، إلا أن الأمر تعثر نظراً للغلاء الفاحش في أسعارها.
وبيّن عميد كلية الطب البشري أن هناك أسعاراً خيالية سجلتها الجثث (الدمى) البلاستيكية للتدريب على التشريح، والتي وصلت تكلفتها إلى 80 ألف دولار، كما بلغ سعر الجثث الرقمية الالكترونية إلى 100 ألف دولار، وهو خارج الإمكانيات الحالية في ظل الارتفاعات غير المعقولة.
الدكتور أبو حرب أكد بحسب ما نقلت صحيفة الوطن، أنه يتم بشكل سنوي تأمين بحدود جثة أو اثنتين ليس أكثر، وذلك عبر قنوات نظامية.
وأشار إلى أن هناك صعوبة في مسألة التدريب السريري العملي لطلاب السنتين الأولى والثانية البالغ عددهم 5 آلاف طالب وطالبة، مبيناً أن عدة طلاب في الكلية أو مجموعة من الفئات يطلعون على التشريح لمرة واحدة فقط، لكن الممارسة اليدوية العملية تكون أقل بكثير وسط عدم وجود عدد كاف من الجثث على مدار العام، علماً أن عدد الطلبة في السنة الأولى يصل إلى 3800 طالب في السنة التحضيرية، وفي السنة الثانية 1200 طالب.
وحول إمكانية وجود مقترحات، أكد أبو حرب أن المحاولات كانت قائمة للحصول على المجسمات الإلكترونية، مضيفاً: كنا بصدد البحث عن الأسعار المطروحة، وفوجئنا بوجود أسعار خيالية جداً في المجسمات ثلاثية الأبعاد التي تستخدم في التعليم الرقمي الطبي، وقال: مهما كانت إمكانية الطالب فهو سيعاني من الحصول على المجسم الإلكتروني بمقدار 100 ألف دولار، علماً أن الطروحات الأخرى كانت بالحصول على الجثث البلاستيكية «الدمى» لكن تعثر الأمر.
من جانبه عميد كلية الطب البشري في جامعة تشرين أكثم قنجراوي أكد عدم وجود أي جثة (حقيقية)، مشيراً إلى الاعتماد على المجسم الإلكتروني الذي يبقى لـ 40 سنة، منوهاً بأن الجثث كانت تؤمن للكلية بعد الحصول على الموافقات اللازمة لكن فترة الجثة الطبيعية تصل لسنتين فقط لاستخدامها في التشريح لطلبة السنتين الأولى والثانية البالغ عددهم 2800 طالب وطالبة.
هذا وتأتي تصريحات أبو حرب وقنجراوي في الوقت الذي أعلن فيه رئيس هيئة الطب الشرعي في سورية زاهر حجو عن استعداد الهيئة لتأمين جثـث للجامعات بشـرط موافقة القضـاء، على أن يشمل الأمر الجثث مجهولة الهوية، معتبراً أن طـالب الطب لا يسـتطيع التعلم إلا إذا رأى بـعينه وعمل بيـده.
وقال حجو: حالياً لا توجد جثث مجهولة الهوية، لكن هناك تفكيراً جدياً بموضوع التركيز على تدريب طلبة الجامعات، مضيفاً: التعليم العالي خاطبنا بضرورة وجود تعاون علمي بين الجهتين بما ينعكس إيجاباً على الطلبة وتدريبهم في المشارح, مشيراً إلى أنه يتم الاحتفاظ بالجثث مجهولة الهوية لفترة يحددها القانون، وفي حال لم يستلمها أحد خلال فترة زمنية محددة، تتم مخاطبة القضاء حول هذا الموضوع، علماً أن القرار النهائي للقضاء، مضيفاً: بمجرد توافر جثث مجهولة الهوية لدى الهيئة ستتم المباشرة بالإجراءات ومراسلة (التعليم العالي) والقضاء للحصول على موافقتهما، منوهاً بأن الجانب العملي التدريبي مهم جداً بالنسبة لطلبة الجامعات.
كما أكد حجو الاستعداد لتدريب الطلاب واستقبال أي طالب يرغب في زيادة تعليمه وذلك بعد التنسيق مع كليته طبعـاً، الأمر الذي ينعكس على رؤيتهم جثثاً حقيقية.
إضافة تعليق جديد