كلاب سائبة في البصرة «تجتاح» المستشفيات... والشرطة تقتل آلافاً
قتلت إدارة مستشفى الطب البيطري بالتعاون مع شرطة البصرة 7579 كلباً بين 2 أيار (مايو) الماضي و6 الشهر الجاري، في حملة نظمتها بعد الإعلان عن وفاة أكثر من سبعة مواطنين بداء الكلب في المدينة.
ووصف الدكتور قصي العيداني، مدير شعبة التوعية الصحية في دائرة صحة البصرة، الحال بأنها "خطيرة وتهدد حياة الناس في المدينة"، إذ ان فرص بقاء المصاب بداء الكلب على قيد الحياة محدودة بسبب عدم وجود علاج له بعد ظهور الأعراض عليه.
وناشد العيداني الحكومة المركزية تخصيص مبلغ 5000 الى 10000 دينار عراقــي، لقـــاء قتــل كل كلب من الكلاب السائبة فــي أزقة المدينة وشوارعها، مشيراً الـــى ان الكلاب والقطط والخفافيش والذباب من أهم مصادر انتقال المرض الى الناس.
ويؤكد أطباء ومراجعو مستشفى البصرة الجمهوري العام وجود العشرات من الكلاب السائبة داخل المستشفى، وافتراشها أزقتها وحدائقها من دون ان تتدخل إدارة المستشفى لإيجاد آلية للتخلص منها.
وعزا الطبيب مشتاق عبدالمهدي الحلفي كثرة الكلاب في المستشفى الى تكدس فضلات الأطعمة ومخلفات العمليات الجراحية وصالات الولادة حيث تجد الكلاب فيها مصدراً لتغذيتها، إضافة إلى عدم وجود حملة جادة للقضاء عليها.
وأضاف: "واجهتنا مشاكل كثيرة في حملة قتل الكلاب السائبة، منها موقف بعض العشائر التي تجد في قتل كلابها إهانة لها، ما اضطرنا الى الاستعانة بالشرطة والأجهزة الأمنية من أجل توفير الحماية للملاكات الصحية، وكان لبلدية البصرة دور مهم في رفع ونقل ودفن الكلاب التي أبيدت".
ويشير عبدالمهدي الى ان «وجود الكلاب السائبة لا يقتصر على المستشفيات، بل إنها موجودة في غالبية دوائر الدولة، وكذلك في الشوارع العامة وفي الأسواق وأمام مباني المدارس، إذ لا توجد حملة حقيقية للقضاء عليها».
ويعاني المرضى في مستشفى البصرة وجود الجرذان في القاعات ودورات المياه وتحت الأسرّة. ويقول عباس فاضل المريض في قسم الجراحة: "لينظفوا صالات العمليات من الصراصير أولاً، ومن ثم ليتحدثوا عن قتل الكلاب".
يذكر أن مسؤولة كبيرة في منظمة الصليب الأحمر الدولية، كانت وصفت مستشفى البصرة أثناء إحدى زياراتها له قبل سنتين، بأنه "أسوأ مستشفى في العالم".
وكانت جهات ومنظمات دولية مثل الكويت قدمت مبالغ كبيرة لترميم وتحديث أجهزة المستشفى، لكن الفساد الإداري، فضلاً عن سيطرة الميليشيات المسلحة وتدخلها في مفاصل دائرة الصحة كانت سبباً في تردي مستوى الخدمات ووصول الحال إلى ما هي عليه اليوم.
ياسين محمد صدقي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد