كشف قضية تزير بعد ضرب موظف جمارك بطرطوس
نشرت جريدة الثورة يوم أمس خبراً عن فضيحة تزوير مالية ضيعت على خزينة الدولة حوالي مئة مليون ليرة سورية..
وفيما يلي بعض تفاصيل آلية العمل التي اتبعها المخلص الجمركي وحادثة الضرب التي نفذها «القبضايات» التابعون للمزور وهي التي أدت إلى إزاحة الغطاء عن كامل القضية فقد أكدت المعلومات المتوافرة أن أحد المخلصين الجمركيين ويدعى «م ـ ن» وهو صاحب مكتب تخليص جمركي يستخدم رخصة وخاتم مخلص آخر يدعى «ز ـ ص» قام بتزوير وطباعة الإيصالات الجمركية وتقليد تواقيع موظفي الجمارك في أمانة جمارك طرطوس المركزية مستخدماً جهاز السكنر وذلك بهدف التهرب من دفع الرسوم الجمركية على البضائع التي كان يخلصها لمصلحة بعض المستوردين حيث كان يقوم بتسيير البيانات الجمركية حسب الأصول من حيث التسجيل والكشف وتحليل البضائع وقبل وصول هذه البيانات إلى صندوق الجمارك لدفع الرسوم الجمركية يقوم هذا المخلص الجمركي بطباعة إيصالات عليها تواقيع الموظفين المختصين من الجمارك وعليها أيضاً الخاتم الرسمي المطلوب وهي مزورة ويقدمها إلى أمناء الإيداع في ساحات ومستودعات مرفأ طرطوس ويحصل بموجبها على منع معارضة من إخراج البضائع من هذه الساحات والمستودعات ثم يقوم بإخراج هذه البضائع من المرفأ دون أن يدفع أية رسوم جمركية عليها.
وتؤكد المعلومات أن هذا المخلص الجمركي كان يستعمل هذه الطريقة من التزوير خلال العام الماضي وهذا العام حتى تاريخ اكتشافه يوم الخميس الماضي حيث تم توقيفه مع أحد معاونيه من قبل الأمن الجنائي في طرطوس ويتم حالياً التحقيق معه وتقدر قيمة الرسوم الجمركية التي استطاع التهرب من دفعها بمئة مليون ليرة سورية حتى الآن. أما طريقة كشف آلاعيبه هذه فقد جاءت من خلال اكتشاف عدم تسديد قيمة رسوم أحد البيانات الجمركية التي قدمها من قبل موظف في الجمارك حيث طالبه الموظف بتسديد قيمة عدة رسوم مستحقة فكانت النتيجة أن تعرض هذا الموظف للضرب بالعصي من قبل مجموعة من القبضايات في الشارع ونقل على إثرها إلى المستشفى وعند سؤاله من قبل الأمن الجنائي بمن يشك في أن له مصلحة بضربه أشار إلى المخلص الجمرك.
وقد أكد السيد محمد حسين أبو زيد مدير جمارك طرطوس وقوع هذه الحادثة وقال: إنه تم تشكيل لجنة من الجمارك والأمن الجنائي لجرد البيانات والسجلات التي قدمها هذا المخلص الجمركي والتحقيق معه لا يزال جارياً.
أما البضائع التي كان يخلصها هذا المخلص الجمركي فهي الاسمنت والزيوت والمواد الكيماوية.
ويؤكد المعنيون أن هذه الحادثة ناجمة عن الإهمال وعدم وجود خبرة لدى العاملين في الجمارك وخاصة الموظفين الجدد منهم حيث تم زجهم في العمل دون تأهيل أو تدريب وكان المفترض المحافظة على ذوي الخبرة في مفاصل العمل الرئيسية حتى يتم تدريب وتأهيل هؤلاء الموظفين الجدد.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد