كاميرون يتعهد باستخدام «القوة المفرطة»

تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بـ«عدم التسامح» مع مثيري اعمال الشغب في بلاده، بينما يمثل اثنان من المشتبه بهم امام القضاء على خلفية مقتل ثلاثة رجال خلال اضطرابات الاسبوع الماضي، وسط جدل واسع يشارك فيه مسؤولون في الشرطة وسياسيون حول طريقة الرد على الخارجين عن القانون الذين يقفون خلف موجة العنف غير المسبوقة التي اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص.
وأصدر كاميرون امس تعليمات للشرطة البريطانية (اسكتلاند يارد) باستخدام أسلوب «التسامح صفر» ضد المتظاهرين ومرتكبي اعمال الشغب على خلفية الجرائم التي ترتكب في الشوارع البريطانية من نهب وسلب وتخريب. ووعد كاميرون في مقابلة مع صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية، باتخاذ سلسلة من الاجراءات الأكثر صرامة سيكشف النقاب عنها في غضون الأشهر المقبلة بغية مكافحة الجريمة وإعادة الهدوء للشوارع وتخليصها ممن أسماهم «مثيري الشغب واللصوص وعصابات السلب والنهب».
وتوقعت الصحيفة أن يعلن كاميرون، الذي استعان بالقائد السابق لشرطة نيويورك بيل براتون للاستفادة من نصائحه في تطبيق خطته المنوى اعتمادها خلال الخريف المقبل، عن تفاصيل استراتيجيته الجديدة في هذا الصدد في خطاب مرتقب في الأسابيع المقبلة. وكان براتون من المسؤولين الرئيسيين في التعامل مع النشاط الاجرامي واسهمت سياسته القائمة على «عدم التسامح اطلاقا» مع المخالفين للقانون في خفض معدلات الجريمة في نيويورك. كما ساهم في خفض مستوى الجرائم بعد اعمال الشغب التي دارت في لوس انجلس في العام 1992.
وأشارت الصحيفة إلى أن أسلوب «عدم التسامح» هو نظام شرطي صارم تم تعميمه للمرة الاولى في الولايات المتحدة، ويقوم على القمع الشديد لأي شكل ولو بسيط من أشكال المخالفات والتعامل معه بقوة مفرطة حتى يعطي رسالة مفادها أنه لن يتم التسامح مع أي انتهاك للقانون.
ولا يبدو ان مسؤولي الشرطة البريطانية في مزاج جيد لسماع تصريحات الحكومة. واشار مفوض نيابة الشرطة تيم غودوين الى «التناقضات في المواقف بشأن مدى الصرامة التي يفترض ان تعتمدها الشرطة خصوصا بعد المعلومات عن اخطاء في احتجاجات قمة العشرين في العام 2009»، موضحا ان «وجهات النظر التي نسمعها الآن مختلفة قليلا عما كنا نسمعه من قبل».
بدوره، قال رئيس هيئة قادة الشرطة هيو اوردي، ان اللجوء الى السياسة الداخلية سيكون افضل لبريطانيا، في انتقاد واضح لتوظيف براتون. واضاف اوردي لصحيفة «الاندبندنت» بالقول «لست على يقين من انني اريد ان اعرف شيئا عن عصابات في منطقة في اميركا يوجد فيها 400 عصابة». واضاف «يبدو لي ان وجود 400 عصابة يعني انك لست فعالا جدا. واذا نظرتم الى اسلوب الشرطة في الولايات المتحدة ومستويات العنف فهي تختلف اختلافا اساسيا عن هنا».
وقالت الشرطة البريطانية انها اعتقلت اكثر من 2140 شخصا بينهم حوالى الف شخص وجهت اليهم اتهامات رسميا، فيما قال ضابط بريطاني رفيع المستوى انه يتوقع تحويل نحو ثلاثة آلاف شخص الى المحاكم على خلفية اعمال الشغب.
ويمثل جوشوا دونالد (26 عاما) وشاب يبلغ (17 عاما) من العمر أمام محكمة برمنغهام بعد اتهامهما بقتل ثلاثة اشخاص بدهسهم عندما كانوا يدافعون عن منطقتهم ضد اللصوص في ثاني أكبر المدن البريطانية. وقتل هارون جيهان (20 عاما) وشازاد علي (30 عاما) وشقيقه عبد المظفر (31 عاما) صباح الاربعاء الماضي امام مدخل محطة وقود في برمنغهام وسط البلاد.
الى ذلك، افاد استطلاع للرأي اجرياه مكتب «كومريس» لصحيفتي «صنداي ميرور» و«الاندبندنت اون صنداي» ونشرت نتائجه امس الاول، ان واحدا من كل بريطانيين اثنين يرى ان كاميرون لم يحسن معالجة اعمال الشغب التي هزت بريطانيا هذا الاسبوع. وقال 83 في المئة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع انهم يعتقدون ان شبكات التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» او اجهزة خدمات الرسائل مثل «بلاكبيري» ساهمت في اعمال العنف عبر السماح لمثيري الشغب بتنظيم انفسهم بشكل اسهل. وافاد الاستطلاع ان 48 في المئة من البريطانيين يعتقدون ان كاميرون وحكومته لم يردا بشكل جيد على الاضطرابات، مقابل 29 في المئة يشعرون بالارتياح لادارة الحكومة و22 في المئة لا رأي لهم.

المصدر: وكالات