كارثة بيئية وصحية في طرطوس والسبب؟
أكثر من 400 مصب عشوائي يلوث البحر والوديان والأنهار
3 محطات معالجة منفذة فقط من أصل 25 محطة ضمن الخطة.
انسحاب الشركات الأجنبية ونكول المتعهدين المحليين بالتزاماتهم.
تنفيذ 63 مشروعاً جديداً للصرف الصحي ينتهي بمصبات عشوائية.
استغرب مسؤول في هيئة الموارد المائية أثناء زيارته لمحافظة طرطوس تأخر تنفيذ محطات معالجة الصرف الصحي في المحافظة خلال الفترة التي سبقت الأزمة، والتي لم تشهد سوى إنجاز ثلاث محطات صغيرة في ريف المحافظة، فيما بقيت المحطات الضرورية الكبيرة خارج دائرة الاهتمام الفعلي والجدي، فيما مأساة التلوث بمياه الصرف الصحي تزداد تفاقماً وانتشاراً، وطالب بإعطاء الموضوع أولوية في خطة العمل خلال فترة ما بعد الأزمة وبمحاسبة المقصرين والقائمين على هذا الملف المهم، والذي أدى التأخر في إنجازه لأضرار كبيرة وزيادة في تكاليف الأعمال الإنشائية ونقص التمويل وصعوبة استيراد التجهيزات.
وتتساءل مصادر في وزارة الموارد المائية عن الأسباب التي دفعت الوزارة خلال السنوات الأولى للأزمة للموافقة على إقامة أكثر من 60 مشروعاً للصرف الصحي في مناطق متعددة في محافظة طرطوس بقيمة تجاوزت 3 مليارات ليرة، وهي تعلم عدم تنفيذ محطات المعالجة المخطط لها بالرغم من ووجد تعليمات بإيقاف مشروعات الصرف الجديدة في البلديات كافة لحين تنفيذ محطات المعالجة.
وتضيف المصادر، لماذا لم ترصد هذه الأموال لمصلحة تمويل تنفيذ محطات المعالجة؟.
المهندس سالم معلا عضو المكتب التنفيذي المختص لقطاع البنى التحتية والإسكان في محافظة طرطوس قال: نعطي أولوية لإنجاز مشروعات الصرف الصحي ومحطات المعالجة بما يساهم في تخفيف الآثار السلبية على البيئة والصحة وضمان عدم تلوث المياه الجوفية والينابيع ومشروعات مياه الشرب وشاطئ ومياه البحر ونتيجة ظروف الأزمة والحصار الاقتصادي، فقد توقفت مشروعات محطات المعالجة المتعاقد على تنفيذها بتمويل خارجي وداخلي نتيجة انسحاب الشركات والمتعهدين من الأعمال وحالياً نركز على تذليل الصعوبات خاصة المتعلقة بإنجاز المحطات الكبيرة والمهمة كمحطة معالجة الدريكيش والدلبة ومحطة صافيتا وبرمانة المشايخ، والتي تهدد بتلوث أهم مصادر المياه في المحافظة.
وأشار المهندس أحمد بدران مدير عام شركة الصرف الصحي بطرطوس إلى وجود صعوبات عدة اعترضت تنفيذ مشروعات محطات المعالجة ما أدى لتأخر تنفيذها أولها اعتراض الأهالي على مواقع إقامة بعضها كالدريكيش والدلبة واليازدية وصافيتا إضافة لانسحاب الشركات الأجنبية المنفذة من استكمال الأعمال نتيجة ظروف الأزمة كمحطة معالجة طرطوس والرمال وزاهد وعدم إيفاء المتعهدين بالتزاماتهم العقدية في إنجاز الأعمال في محطات أخرى كمحطة معالجة بمسقس وبعمرة، وأخيراً عدم قدرة شركات القطاع العام الإنشائي على القيام بالأعمال المتعاقد عليها في باقي المحطات كمحطتي ضخ مشوار والعجمي، وقد بلغ عدد محطات المعالجة المستثمرة خلال السنوات السابقة 3 محطات فقط في خربة المعزة وتعنيتا وخربة الفرس.
وأضاف بدران: نقوم حالياً بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية لوضع خطة محطات المعالجة قيد التنفيذ وفق ظروف وخصوصية كل محطة وفق محاور عدة منها محطات قيد التنفيذ كمحطة طرطوس المركزية، التي تخدم مدينة طرطوس ومنطقة الشيخ سعد ودوير الشيخ سعد، وهناك محطتا معالجة بعمرة وصافيتا تخدمان 50 ألف نسمة في مدينة صافيتا وريفها، ومحطتا بيت عفوف والدلبة في ريف الدريكيش وتخدمان 55 ألف نسمة إضافة لمحطة الرقمة في ريف الشيخ بدر.
أما المحور الثاني فهو المحطات التي تم التعاقد عليها وإعطاء أمر المباشرة بها ومنها محطة معالجة العديدة وبمسقس والمعيصرات واليازدية والسيسنية في ريف صافيتا وتخدم حوالي 60 ألف نسمة، وهناك محطات قيد تجهيز الأضابير الفنية للتعاقد على تنفيذها واستكمال أعمال تجهيز الموقع وهي محطة وادي العيون البريكية وتخدم 12 ألف نسمة ومحطة الشيخ بدر وتخدم 25 ألف ومحطة سمريان وتخدم 27 ألف نسمة ومحطة أم حوش، فيما تم الانتهاء من إجراءات الاستملاك لمحطة معالجة الدريكيش وإعادة الدراسة لمحطة معالجة برمانة المشايخ ومحطة ساعين الغربية.
وبالنسبة لمحطات المعالجة الممولة بعقود خارجية فتمت مخاطبة هيئة تخطيط الدولة لبيان جدية الجهات الصينية الممولة في استكمال الأعمال في محطتي الرمال الذهبية في شمال طرطوس وزاهد في جنوبها، فيما أوقف بنك الاستثمار الأوروبي تمويل تنفيذ محطة معالجة بانياس ومحطتي الغمقة والدبوسية بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة من الاتحاد الأوربي.
المهندس منصور منصور مدير البيئة بطرطوس قال: تقوم مديرية البيئة بمراقبة نوعية مياه الشبكات العامة ومياه الينابيع والآبار العامة والخاصة وإجراء كشوف وتحاليل وقطف عينات من المسطحات المائية المختلفة وتقييم النتائج وتقديم المقترحات اللازمة، كما نعالج الشكاوى المقدمة المتعلقة بقضايا التلوث المائي، ونؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة بالتعاون مع كافة الجهات المعنية من مجتمع محلي وبلديات وصحة وموارد مائية وسياحة وزراعة وصناعة لمعالجة الآثار السلبية التي خلفتها مصبات الصرف الصحي العشوائية إضافة لاتخاذ خطوات عاجلة بما يتناسب مع الوضع الحالي ريثما يتم تنفيذ محطات المعالجة المقترحة ومنها تخديم كافة المناطق بشبكات الصرف الصحي، التي تنتهي إلى محطات المعالجة ومراقبة عمل شبكات الصرف القائمة والجور الفنية وصيانتها بشكل دائم لمنع حدوث تسريبات وإلزام المنشآت السياحية والصناعية بتنفيذ محطات خاصة لمعالجة مياه الصرف الصحي والصناعي ومديرية البيئة لاتوافق على إنشاء خطوط صرف صحي جديدة باستثناء تلك المتصلة بشبكات قائمة فعلياً ولا تؤدي إلى أضرار بيئية أو تلوث مصادر المياه الجوفية.
من جانبه المهندس نزار جبور مدير عام مؤسسة مياه طرطوس أكد تزايد حالات تلوث آبار مياه الشرب نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي ومخلفات معاصر الزيتون وخاصة في فصل الشتاء نتيجة الأمطار الغزيرة ونقوم بضخ المياه الملوثة خارج الآبار لفترات طويلة كما نراقب نوعية المياه بشكل مستمر في كافة المشروعات للتأكد من عدم تلوثها ومطابقتها للمواصفات إضافة للتعقيم المستمر لمياه الشرب في كل مشروعاتنا وعليه يجب إيلاء موضوع إقامة محطات المعالجة أهمية أكبر، وخاصة تلك المصبات القريبة من الأنهار والينابيع والمسطحات المائية والتي تشكل الخطر الأكبر على الأمن المائي مستقبلاً.
ختاماً.. يؤكد متخصصون بالشأن البيئي أن 75 % من الموارد المائية السطحية والجوفية في المحافظة ستتعرض للتلوث بمياه الصرف الصحي إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتنفيذ محطات المعالجة وخاصة في ظل إقامة العديد من شبكات الصرف الصحي الجديدة في مناطق الريف تنتهي إلى مصبات عشوائية لاتعالج مياهها خاصة المسطحات المائية المخصصة لاستخدامات مياه الشرب كسد الدريكيش وسد الصوراني.
المصدر: صحيفة الأيام السورية.
إضافة تعليق جديد