قوات الاحتلال الأمريكية تسمح لتركيا بالتوغل في العراق
قال الجيش التركي إن خمسة من جنوده وعشرات المتمردين الأكراد قد قتلوا في اطار العملية العسكرية الدائرة في شمالي العراق حاليا.
وقالت الحكومة التركية إن قواتها المسلحة اجتاحت الاراضي العراقية في وقت متأخر من يوم الخميس، وتقوم الآن بتعقب المتمردين الاكراد الذين يتخذون من شمال العراق معقلا لهم.
ويشارك آلاف الجنود الأتراك في هذه العملية واسعة النطاق التي بدأت بعد قصف جوي ومدفعي لمواقع تقول تركيا إنها معاقل للمتمردين.
الا ان رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان قال في وقت لاحق إن العملية محدودة النطاق، وان القوات التركية ستنسحب عائدة الى الأراضي التركية بمجرد تحقيق مهامهم.
وطالبت الولايات المتحدة تركيا بأن تكون هذه العملية العسكرية محدودة.
ودعا امين عام الامم المتحدة بان كي مون تركيا الى احترام حدود العراق، كما دعا مقاتلي حزب العمال الكردستاني الى وقف عملياتهم داخل تركيا.
وقال اردوغان في تصريحات نقلها التلفزيون التركي: "إن هدف وغاية وحجم العملية محدود، اذ ستعود قواتنا الى ارض الوطن حالما تبلغ اهدافها."
واصر رئيس الحكومة التركية على ان هدف العملية الوحيد هو حزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي.
من جانبهم، عبر مسؤولون اكراد عراقيون لبي بي سي عن اعتقادهم بأن الجانب التركي قد ضخم العملية عمدا، وانها (اي العملية العسكرية) محدودة جدا في الحقيقة وتجري في منطقة نائية خالية من السكان.
وكانت شبكة (أن تي في) التركية قد اوردت في وقت سابق ان 10 آلاف جندي تركي قد اجتازوا الحدود يوم الخميس، كما اكد مصدر عسكري تركي لوكالة رويترز للانباء ان فرقتين من فرق الجيش التركي تشارك في العملية (يبلغ عدد الفرقة الواحدة 5 آلاف عسكري).
يذكر ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي - علاوة على تركيا - تعتبران حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية.
وكان الجيش التركي قد اعلن عن بدء عملية برية عبر الحدود يدعمها غطاء جوي في الساعة الخامسة من مساء الخميس.
يذكر ان تركيا قد نفذت تعرضا ارضيا واحدا على الاقل، اضافة الى العديد من عمليات القصف الجوي والمدفعي، ضد اهداف مشتبهة لحزب العمال منذ خول البرلمان التركي الجيش باجتياز حدود البلاد الدولية في شهر اكتوبر تشرين الاول الماضي.
الا ان توقيت العملية الجارية حاليا كان غريبا، اذ ان المنطقة التي تجري فيها مكسوة بالثلوج الكثيفة.
اضافة لذلك، لم ينفذ حزب العمال اية عمليات داخل تركيا منذ مدة ليست بالقصيرة.
ومن الجدير بالذكر ان حرب العصابات التي يشنها الحزب من اجل انفصال المناطق الكردية عن تركيا، والتي اندلعت عام 1984، قد فتكت بأكثر من ثلاثين الف شخص.
وفي بغداد، يقول مراسلنا جيم ميور إن المسؤولين الحكوميين ينفون ان تكون القوات التركية قد عبرت جسر الخابور، نقطة العبور الرئيسية بين البلدين.
ويقول مسلحو الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي الذين يسيطرون على منطقة الخابور بمحافظة دهوك الشمالية إنهم لم يلاحظوا اي تحرك عسكري تركي في قاطعهم.
على صعيد آخر، قال مكتب رئيس الجمهورية التركي عبدالله جول إنه (اي جول) قد اتصل هاتفيا بنظيره العراقي جلال طالباني ليلة الخميس وتشاور معه بخصوص العملية.
وجاء في بيان اصدره مكتب الرئيس التركي ان جول اطلع طالباني على اهداف العملية ومبرراتها.
من جانبه، اكد مكتب الرئيس العراقي حصول المكالمة المذكورة، وقال إن جول وجه دعوة لطالباني لزيارة تركيا واكد له ان العملية العسكرية التركية تستهدف حزب العمال الكردستاني وليس الاكراد العراقيين.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد