قطاع غزة وحصاد عام 2009
بينما كان العالم يغمض عينيه تعبا من احتفالاته بميلاد عام جديد هو عام 2009، كان سكان غزة يحاولون النوم رغم دوي الانفجارات، في رابع ايام الحرب الاسرائيلية على غزة، فهو باختصار كان بالنسبة للغزيين عام الحرب.
عام 2009 كان قاسيا بكل المقايس على سكان غزة، والذين استقبلوا العام الجديد، برصاص الجيش الاسرائيلي في عملية برية وبحرية وجوية استمرت لثلاثة اسابيع لم تغير من واقع غزة، سوى أنها قتلت من اهلها ما يزيد عن 1400 غالبيتهم من المدنيين والاطفال، ودمرت 20 ألف منزل وتركت غزة مدمرة ومحاصرة.
بعد ان وضعت الحرب اوزارها، أم المئات من المسؤولين الدوليين غزة، لتفقد الدمار ففي شهر فبراير/ شباط زار كل من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وعشرات المسؤولين الاوربيين غزة، مطالبين برفع الحصار وادخال مواد البناء، ولكن لا حياة لمن تناشد، فبعد عام من الحرب لازالت العائلات تفترش الارض وتلتحف الخيام، فاسعار مواد البناء في السوق السوداء ليست بمتناول الفقراء.
- كما أن لجان تحقيق دولية جاءت بحثا عمن تسببوا بجرائم حرب أو كانوا ضحية لها، استمعوا لشهاداتهم وخرجو بتقارير كان اشهرها تقرير ريتشارد غولدستون، والذي بقدر ما أنعش آمال الفلسطينيين بالقصاص ممن تسببوا بتلك الحرب، إلا أنه ودون أن يدري عمق جراح الفلسطينيين الداخلية، وزاد من هوة الشقاق بينهم.
عام استمر فيه الانقسام الداخلي وانتجت حوارات القاهرة المكوكية، ورقة مصالحة مصرية وقد دعت مصر الاطراف الفلسطينية للتوقيع عليها فرفضت حماس التوقيع بعد أن وقعت عليها فتح.
محاولات كسر الحصار عن اهالي القطاع لم تتوقف فبينما وأدت إسرائيل محاولات أولئك الذين حاولوا الوصول بحرا، نجحت بعض القوافل التي سيرتها شخصيات دولية وعربية من الوصول عبر مصر حاملة معها القليل من المساعدات والكثير من الشعارات.
اما الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط فواصل اختفاءه في غزة للعام الثالث، وجهود الوساطة للافراج عنه وزيارات الموفدين، اسفرت فقط عن تحرير صور له يظهر فيها سالما معافى، مقابل الافراج عن بضع نساء فلسطينيات من السجون الاسرائيلية، بينما بقيت آمال الوسيط الالماني والذي دخل هذا العام كلاعب اساسي في الوساطة، مستمرة حتى اللحظة الاخيرة.
- غزة الصغيرة الفقيرة المحاصرة، شهدت هذا العام ولادة أول امارة اسلامية، في مدينة رفح، يقودها شيخ من الجهادية السلفية يدعى عبد اللطيف موسى وهي امارة قررت حماس وإدها في مهدها فقتلت من اعلنها واعتقلت من بايعه.
وفي رفح أيضا، والتي اضحت العاصمة الاقتصادية لسكان القطاع والذين يحصلون من انفاقها على ما تيسر من غذاء ودواء وسلاح، انفاق ابت مصر ان تستمر في عملها فقررت بناء جدار معدني يهدد في حال اكتمال بنائه على طول حدود القطاع، أن ينهي حقبة من التهريب اعانت غزة ومن فيها على آلام الحصار، وفتحت بابا واسعا لاحتمالات توتر العلاقة بين حماس والقاهرة.
أما آخر الذين وصول الى القطاع قبل أن يغلق هذا العام أبوابه على غزة، فكان فيروس أتش 1 أن 1، المسب لمرض انفلونزا الخنازير، ليحصد أوراح أكثر من 14 فلسطينيا وليسكن صدور المئات منهم والذين يأملون بأن يحمل لهم العام الجديدا حلا لأي من مشاكلهم والتي لم يجدوا لها حلا خلال عام 2009.
شهدي القاتل
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد