فياغرا تحتفل بعيدها العاشر عربياً
تزامن غريب وبالتأكيد غير مقصود، لكنه رمزي على الأقل بالنسبة إلى البعض. «العرب يحتفلون بالعيد العاشر للفياغرا» و «العرب يحيون الذكرى الستين للنكبة». الخبران تجاورا في صحف عدة وبعض نشرات الأخبار، فارق زمني طوله نصف قرن يفصل بين الحدثين المهمّين، أحدهما أعاد قدراً من الثقة للأداء الفردي، والآخر أضاع الثقة في الأداء الجماعي.
فقد شهدت القاهرة احتفالاً طبياً ضخماً لمناسبة مرور عشر سنوات على استخدام الفياغرا في العالم العربي، حضره خبراء عرب وأجانب وإعلاميون وصحافيون من مصر ودول عربية عديدة، بغرض تسجيل وقائع الاحتفال الضخم، حيث تحدث الخبراء عن هذا الاكتشاف الكبير الذي أعاد للمواطن حقه المسلوب والذي مكّنه من الاستمتاع بحياة سعيدة، ومن ثم عودة ثقته في نفسه وقدراته، وهو ما انعكس إيجاباً على مجريات أموره وأمور من حوله، وأعلن في الاحتفال أن الدراسات أثبتت أن «رضا الرجل وشريكته عن حياتهما الجنسية يعزز رضاهما عن حياتهما عامة».
وخرج الحاضرون منتشين ومتفائلين من هذا التأكيد الطبي الصارم على أن البليون و800 مليون قرص «فياغرا» التي ابتلعها 35 مليون رجل خلال السنوات العشر الماضية أعادت الأمور إلى نصابها الصحيح وأعادت الثقة والسعادة إلى الملايين، من شباب وكهول ظنوا أن فحولتهم أصابها مكروه. إلا أن جموع المحتفلين بهذا الإعلان الضخم فوجئت أثناء متابعتها لأخبار انتصارات «الفياغرا» المدوية وقراءتها لحزم الدراسات والأبحاث التي أزيح عنها الستار في هذه المناسبة العظيمة، أن تلك الاحتفالات والفعاليات المهللة تتزامن مع مهرجانات احياء الذكرى السنوية الستين للنكبة، والتي نقلتها الجرائد والفضائيات ذاتها التي نقلت احتفالات «الفياغرا» عربيا.
ولأن العادة جرت عربياً في العقود القليلة الماضية على عمل العديد من الإسقاطات على حالة العجز السياسي والضعف الاقتصادي والوهن الاجتماعي، وتشبيهها باعراض العجز الجنسي، فقد بادر كثيرون إلى المطالبة بـ «فياغرا سياسية» لديها القدرة على تحويل تأبينات النكبة ومرثياتها والبكاء على أطلالها على مدى ستين عاماً إلى شيء من أمل يؤدي إلى إعادة الثقة في قدرة العرب الفعلية على قوة الأداء سياسياً.
ورغم عدم وجود إحصاءات دقيقة توضح حجم الاستهلاك العربي الحقيقي للمقويات والمنشطات الجنسية، إلا أن مؤتمراً سابقاً للجمعية المصرية للمسالك البولية أكد ظاهرة الارتفاع المستمر في استهلاك «الفياغرا» في العالم العربي، خصوصا في دول الخليج العربي ومصر. ورغم مرور عشر سنوات على بدء تحقيق حلم تفعيل الرجولة والفحولة لمن كان محروماً منها، إلا أن بيع «الحبة الزرقاء» وتداولها ما زال يحيط بهما الكثير من الهمز واللمز، ويزدهران في سوق موازية، حتى أن «الحبة» تباع أحياناً في اكشاك السجائر خلسة.
ولم يتمالك البعض من المثقفين ممن حضروا أو تابعوا احتفالات العيد العاشر لـ» ألفياغرا» في المنطقة العربية من استرجاع كلمات قصيدة الوزير الدكتور غازي القصيبي الذي قال فيها «يا سيدي المخترع العظيم، يا من صنعت بلسما، قضى على مواجع الرجولة، وأيقظ الفحولة، أما لديك بلسم، يعيد في أمتنا الرجولة؟».
أمينة خيري
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد