فلاحون نقلوا «خط الاستواء» إلى الساحل بإنتاج الفواكه
عند تجوالك في سوق باب سريجة بدمشق يلفت نظرك مشاهد من فواكه استوائية منتشرة في أكثر من محل وأسعارها مرتفعة تسأل هل هذه الفواكه من إنتاج بلدنا أم هي مستوردة..؟ إنها من إنتاج الساحل السوري.
وسجلنا أسعار بعض الفواكه الاستوائية المعروضة كالتالي كيلو المنغا ١٠ آلاف ليرة وببايا ٤ آلاف والكيوي ٧ آلاف وأفوكادو ٨ آلاف والشوكولا 5 آلاف وحبة جوز الهند ٦ آلاف والدراكون بـ12 ألف.
وتتميز الفواكه الاستوائية على وجه العموم بأشكالها الغريبة ورائحتها ومذاقها القوي وهي إضافة إلى ذلك كنز في قيمتها الغذائية العالية لوفرة المعادن والفيتامينات فيها إلى جانب الألياف والدهون الأحادية غير المشبعة.
الفواكه الاستوائية دخلت إلى سورية لأول مرة في عام ٢٠١٠ بحسب الخبير الزراعي نادر صالح وهي ذات مردود اقتصادي كبير قياساً بالمزروعات المنتشرة في الساحل مثل الحمضيات حيث شجرة الأفوكادو تنتح ٤٠٠ كيلو سعرها في الأسواق 3.5 ملايين ليرة سورية على حين ٤٠٠ كيلو ليمون حامض سعرهم اليوم ٣٢٠ ألف ليرة.
ولفت صالح إلى أن الأشجار الاستوائية بحاجة إلى رعاية واهتمام ومستلزمات زراعية أقل من بقية الأصناف ومردودها أعلى منها لكنها محكومة بظروف الطقس حيث يمكن زراعتها على مسافة ٣ كم من البحر وكل ما تم الابتعاد عن البحر أكثر تقل خيارات ظروف زراعتها.
في الساحل السوري مساحات جيدة تضم أشجاراً استوائية بحسب شيخ الكار صالح الذي يشرف على أعمال زراعتها وتضم أنواعاً مميزة مثل الدراكون التي تصل سعر الحبة الواحدة إلى ٨٠٠٠ ليرة والشوكولا البيضاء لافتا إلى ارتفاع أسعار بعض الغراس ويصل إلى مليون ليرة مثل شجرة من نوع «شيكو» بالمقابل سرعة الإنتاج حيث يمكن للمزارع أن يأكل من إنتاج الغرسة في العام التالي لزراعتها وبعد 4 أعوام أن يبيع كميات كبيرة.
تنسيق عمل مزارعي الزراعات الاستوائية بحاجة إلى جمعية لتنظيم عملهم وهناك مساع جدية للخروج بهذا التنظيم خلال هذا العام بحسب مصادر خاصة التي بينت أن منتجات الفواكه الاستوائية يتم تسويقها في الأسواق السورية ولها زبائنها وجميع الإنتاج لا يكفي مدينة واحدة وهناك طلب عليها من قبل طبقات المجتمع المخملية.
التاجر قي سوق الهال بطرطوس المتخصص بتجارة الفواكه ياسر مهنا بين أن تجارة الفواكه الاستوائية تشهد تحسناً ملحوظاً وهناك جهود تبذل لإيصال هذه الفواكه إلى جميع المحافظات السورية، وفي سوق الهال يوجد عدد قليل من التجار الذين يقومون بتسويقها إلى المحافظات الأخرى، لافتا إلى أن السوق تحول خلال فترة قليلة من الاستيراد إلى كفاية الأسواق المحلية والتفكير بالتصدير.
الفواكه الاستوائية كانت تأتي من الخارج والإنتاج المحلي كان يتعثر بيعه بحسب المهتم زياد موسى وقال إن الأسواق السورية شهدت تحسناً ملحوظاً خلال هذا العام والعام الماضي في تسويق الفواكه الاستوائية على الرغم من ارتفاع أسعارها لافتا إلى أن المنتجات السورية تضاهي المستوردة وأصبح الطلب عليها من جميع المحافظات وخاصة دمشق وحلب بعد تذوق المواطن السوري لطعم هذه الفواكه وإعجابه بها وطلبها من فئات محددة.
وأشار موسى إلى تنوع المنتجات الاستوائية التي يتم ضخها في الأسواق يومياً وتقدر بحوالي نصف طن من كل نوع يتم شحنها للمحافظات بعد العمل الجدي على تسويق هذه المنتجات والعمل بخسارة في الفترة الأولى لإيصال المادة إلى الأسواق لكون زبائنها فئات قليلة تتوسع وتنتشر بعد تذوقها.
وحول الهامش الكبير للربح بين سعر الفلاح وسعر المستهلك بين موسى أن تكاليف النقل كبيرة جداً ويتم شراء المازوت المخصص لسيارات النقل بالسعر الحر الليتر 1200 ليرة إضافة إلى بعض الصعوبات لكون انتشار الفواكه الاستوائية ما زال في بدايته وبعض الدوريات تظنه مستورداً على الرغم من الفواتير التي تكون مع سيارة الشحن.
وبين موسى أن الإنتاج الوفير لمادة الكيوي مع الجودة الجيدة من ناحية الحجم والطعم أوقف استيراد الأجنبي وبعض المنتجات كالمنغا السورية تضاهي المصرية لافتا إلى أن الاتجاه إلى الأسواق التصديرية بحاجة إلى دعم حكومي للإنتاج والتصدير.
وحول كمية الإنتاج التي تم نقلها للمحافظات خلال الفترة الماضية بين موسى أن المنغا تم شحن نحو 100 طن والأفوكادو نحو 150 طناً والكيوي بحدود 60 طناً والقشطة والأنواع الأخرى عشرات الأطنان.
الوطن
إضافة تعليق جديد