فصفصة بزر
قيل أن أفصح العرب، قس بن ساعدة، خطب في الناس يوماً، وأعجب بما كان منه، ثم أنه نزل عن المنبر وسأل أعرابياً من بين الحضور – يا أعرابي: ما البلاغة في عرفكم؟ فقال الأعرابي: الإيجاز. فقال قس ساخراً: وماالعيُّ إذن (عكس البلاغة) فأجابه الأعرابي: ما كنتَ فيه منذ الصباح.. والأمر نفسه تكرر بعد عشرين قرناً مع وزير ثقافتنا في حديثه على قناة "الثقافة" المصرية أمس، إذ أنه تكلم وأفاض و..تكلم: في الفقه والأدب واللغة والدراما.. حتى كدنا نستغرب كيف يستطيع أن يتنفس ويتكلم بمثل هذا الزخم وهذه الأناقة اللغوية، لولا أن إخوتنا المصريين جميعاً يتقنون الأمر نفسه، وأقصد أنهم يتكلمون في كل شيء كلاماً أنيقاً دون تلعثم، ولكنك في النهاية لن تحصل منهم على جملة أو فكرة جديدة مفيدة لا تعرفها!؟
والأمر نفسه تكرر مع صديقنا الوزير السابق د.مهدي دخل الله في مقالته اليوم في جريد"تشرين" حيث يسأل فيها: ماذا فعل شعبنا منذ عام 1970؟ وأنا أجيبه بنصف سطر على ربع الصفحة التي سودها في (حطين): -ماذا فعل شعبنا منذ 1970؟ - لقد خرسنا يا عزيزي لأن الكلام كان مؤمماً لصالح وزراء الإعلام فقط..
(ما تقدم مجرد فاصل ترفيهي لإكمال ما وعدت به في شغب الأمس (لصوص الإعلام الوطني 1).
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد