فرنسا: ساركوزي يواجه تظاهرات وأجواء متفجرة
واجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس، يوما صاخبا من الاحتجاجات والتظاهرات، تخلله إضراب عام في أنحاء البلاد، ضد سياساته الاقتصادية والاجتماعية، في ما اعتبر «دورة اجتماعية ثالثة» للانتخابات الاقليمية أعرب فيها الفرنسيون عن رفضهم لتوجهات ساركوزي الذي تراجع عن فرض ضريبة على انبعاثات الكربون كان روّج لها لفترة طويلة.
ودعت نقابات كبرى من القطاعين العام والخاص أمس إلى إضراب وتظاهرات، شارك فيها مئات آلاف الأشخاص في مختلف المدن الفرنسية بينهم 60 ألفا في باريس وحدها، وادت إلى تراجع حركة المواصلات في أنحاء البلاد، وتوقف 50 في المئة من المدرسين عن العمل، احتجاجا على مشروع ساركوزي «الإصلاحي» لرواتب التقاعد والغاء عشرات آلاف الوظائف في القطاع العام.
ويندرج يوم التعبئة الذي أطلقت عليه صحيفة «لوموند» تسمية «الدورة الاجتماعية الثالثة»، في إطار الهزيمة التي واجهتها الحكومة اليمينية في الانتخابات الاقليمية، واعتبرت رفضا للإصلاحات غير الشعبية المعلن عنها. وطالب رئيس الاتحاد العمالي العام، ابرز نقابة فرنسية، برنار تيبو بالاسراع في عقد قمة ذات طابع اجتماعي مع ساركوزي وقال إن «هدفنا هو التوصل إلى تغييرات حول التوجهات الاقتصادية والاجتماعية»، مضيفا «سمعنا اليمين يقول منذ يوم الاحد الماضي: سنظل على نهجنا. انهم لا ينصتون وهذا يمثل مشكلة حقيقية».
ولم تتوقع النقابات التي تتوخى الحذر مشاركة كبيرة جدا في يوم التحرك هذا الذي يفترض ان يستخدم «لاعادة المشاكل الاجتماعية الى جدول الاعمال»، بينما وصف رئيس ثاني أكبر نقابة فرنسية «سي اف دي تي» فرنسوا شيريك الاجواء الاجتماعية بانها «متفجرة».
من جهته، وفي مواصلة للتراجعات الحكومية التي املتها هزيمة اليمين انتخابيا، قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أنه قد تم الغاء موعد بدء فرض ضريبة على انبعاثات الشركات من الكربون، الذي كان مقررا في شهر تموز المقبل، وأضاف فيون أنه يجب فرض مثل هذا القانون على أنحاء أوروبا حتى لا تعاني الشركات الفرنسية من تراجع قدراتها تنافسية. وكان ساركوزي قد جعل فرض ضرائب على انبعاثات الشركات من الكربون الحجر الأساس لسياسته في المجال البيئي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد