غـزة التـي علـى البحـر تستـورد أسماكهـا
تحت الحصار البحري، تحول قطاع غزة إلى مستورد للأسماك. وبدأ صيادوه اليائسون من الزوارق العسكرية الاسرائيلية التي تمنعهم من الوصول إلى مياه الصيد، في التسلل إلى المياه المصرية في زوارق صغيرة لشراء السمك والعودة به إلى غزة. ويقوم آخرون باستيراد السمك المثلّج برّا، في علب بلاستيكية تعبر أنفاق التهريب من مصر. وعلى الرغم من أن لغزة شواطئ على البحر المتوسط، بدأ المواطنون بإنشاء أحواض السمك، لتزويد مواطني القطاع، بمصدرهم الأساسي للبروتين.
يصرخ أحد الصيادين، واسمه عدنان أبو ريالة، في الخمسينيات من عمره : «لو كان باستطاعتنا أن نصطاد في مياهنا، لذهبت لأضع بعض المال في جيبي. نبحث الآن عن أية وسيلة ممكنة». فصيادو غزة ممنوعون من الابتعاد عن الشاطئ بمسافة تتجاوز 3 أميال بحرية، تحت طائلة التعرض لنيران الزوارق الاسرائيلية، فيما تؤكد مجموعة «غيشا» الحقوقية الاسرائيلية أن 5 صيادين قد قتلوا إلى الآن، وأصيب 20 في هجمات اسرائيلية على زوارق صيد فلسطينية. أما المنطقة المفتوحة للصيد، فلا تكفي إلا للقليل كما يصفها رئيس اتحاد الصيادين نزار عيّاش بأنها لا تزيد عن كونها «حوضا للصيد».
وفيما يرى مسؤول عسكري اسرائيلي في البحر «عاملا أساسيا في ساحة الإرهاب»، يؤكد الصيادون أن اسرائيل تدمر أسلوب حياة، كان في ما مضى يشكل فرص عمل لـ5 آلاف فلسطيني، و4 في المئة من اقتصاد غزة.
وعن الرحلات بحرا إلى مصر لجلب السمك، يقول أبو ريالة إنه بدأ منذ شهر، بعدد قليل من الرحلات الخطرة التي يقوم بها اليوم عشرات الصيادين، والتي تتطلب ما بين 6 و12 ساعة في كل اتجاه. وفيما تغض السلطات المصرية الطرف عن هذه الرحلات حتى الآن، يؤكد أبو ريالة أنه أقلع عن القيام بها، لأن تكاليف الوقود تقضي على أرباحه.
المصدر: أ ب
إضافة تعليق جديد