عن القسم في قصر الشعب
محمد صالح الفتيح: البعض مازال يحاول أن يبحث عن نصرٍ ما في مكانٍ ما بطريقةٍ ما. أكثر ما تكرر اليوم على ألسنة المعارضين السوريين والمحللين على القنوات "إياها" هو أن القسم كان في قصر الشعب وليس في "مبنى" مجلس الشعب. بدايةً، يقول الدستور السوري في المادة 90 "يؤدي رئيس الجمهورية امام مجلس الشعب قبل ان يباشر مهام منصبه القسم الدستوري الوارد في المادة السابعة من الدستور". دستورياً، المطلوب هو القسم أمام الأعضاء وليس في شارع البرلمان في الصالحية!
أما من ناحية التقاليد، فكثير من الدول مرت بظروف استلزمت تغيير بعض التقاليد المرافقة للمراسم الدستورية. لعل المثال الأبرز هنا هو أداء الرئيس الأميركي ليندون جونسون القسم في 22 نوفمبر 1963 "على متن الطائرة الرئاسية" في اعقاب اغتيال الرئيس جون كينيدي حيث لم يتم الانتظار حتى تهبط الطائرة في مطار واشنطن. وقبل ذلك أداء الرئيس الأميركي هاري ترومان القسم في أحد غرف البيت الأبيض خلال الحرب العالمية الثانية.
أما من يربط أداء القسم في قصر الشعب بمخاوف أمنية، فليتذكر أن عدد المدعويين قد زاد عن الألف وجميعهم كانوا يعلمون موعد ومكان القسم قبل فترة طويلة، أنا شخصياً علمت يوم الأثنين بموعد ومكان أداء القسم. هل تعتقدون أن من يحاول فرض إجراءات أمنية سيقوم بدعوة أكثر من ألف شخص من كل شرائح المجتمع (حتى حسام جنيد وزوجه كانا مدعويين!) فأي مخاوف أمنية هذه؟!
بالمناسبة، كم مرة سمعنا خلال الأعوام الثلاثة الماضية أن صواريخ وقذائف الجيش الحر قد طالت القصر الجمهوري وأن الدخان الأسود يتصاعد من القصر؟ لو كانت تلك الادعاءات صحيحة فلماذا لم يحصل أي شيء اليوم؟ إلا إذا كانت تلك الأقاويل مجرد كذبة من بين ألاف أخرى تم تسويقها للقطيع. ختاماً، بدأت اليوم ولاية دستورية لسبع سنوات ومازلنا ننتظر أولئك المتوعدين بالذهاب إلى القصر.
إضافة تعليق جديد