عن السلطة المتوحشة وتاء التأنيث

مثل المرأة الحسناء، لا يرى رجل السلطة سوى نفسه ولا يسمع غير مديحه.. إلى أن ينقلب به كرسيّه، فيعود بشراً سوياً.. وقد تأكدت من ذلك عبر العديد من الوزراء الذين كرهوني أيام سطوتهم، واحترموني في عزلتهم، إذ لا درس أنجع من درس الخسارة، ولهذا أنا أميل إلى توزير العجائز السابقين بدلاً من الاستمرار في الخضوع لتجارب الأولاد اللاحقين.. وفي صدفة جمعتني بالأمس مع وزير سابق كنت أنتقده بشدّة،عندما دخلت مخبره لآخذ تحليلاً لزوجتي ففوجئت به يعطيني التحليل بيده قبل أن يقول: أنا أتابع ما تنشره دائماً وأنت كاتب منصف.. ورأيت أن هذه أفضل شهادة سمعتها هذا العام وأني سوف أنتظر أعواماً طويلة قبل أن أسمعها من زوجتي.. أي بعدما تغدو في السن الذي تستطيع المرأة أن تسمع فيه أشياء غير مديح جمالها وشبابها.

نبيل صالح