عشوائيات البرازيل تجتذب السياح
قد تكون من أبرز سمات «مونديال» البرازيل 2014 نسبة كثافة المشاركة على شبكات التواصل الاجتماعي التي تتعلق بمختلف جوانب بطولة كأس العالم لكرة القدم، ليس على صعيد المباريات التي أقيمت إلى حد الآن فحسب، بل شملت أيضاً الجوانب الاجتماعية، لا سيما ما يحدث في البرازيل وطبيعة الحياة في هذه الدولة الأميركية اللاتينية. ويصب في هذه الخانة ما قامت به طالبة فرنسية تزور البرازيل بهدف قضاء العطلة وتشجيع منتخب بلادها، إذ نجحت في التسويق لحي فقير عشوائي في الدولة المستضيفة لكأس العالم، بعدما أنشأت صفحة دعائية له على موقع «فايسبوك « للتواصل الاجتماعي. وعن هدفها من هذه الحملة الدعائية، تقول الطالبة لاورا ماسا البالغة من العمر 27 عاما إن «الهدف كان التخلص من الأحكام المسبقة التي يأخذها السكان المحليون الفقراء عنا، وعن صورتهم المغلوطة التي تحكم عقولنا». هكذا، وبفضل ماسا، وسعت بطولة كأس العالم لكرة القدم من أنشطة البائعة المتجولة إدينالفا دا سيلفا التي تبيع عصير جوز الهند المثلج في الشارع بأحد الأحياء الفقيرة المعروفة بـ«فافيلا» في مدينة ريو دي جانيرو. ومع انطلاق البطولة، صارت البائعة البالغة من العمر 50 عاماً تؤجر الغرف السكنية لعشاق كرة القدم، الذين جاؤوا إلى البرازيل للاستمتاع برياضة يعشقونها. وتشعر دا سيلفا بالسعادة، لأن دخل هذا العمل الإضافي يساعدها في الحياة، كما أنه يساعدها في تحسين صورة الأحياء البرازيلية الفقيرة في عيون الزائرين، خاصة لأنها تجعل من تجربتهم فيها إيجابية ومفيدة. وبعيداً عن نشاط ماسا الإلكتروني، تشهد البيوت في الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو إقبالاً كبيراً، ليس فقط من قبل السياح الذين جاؤوا من أجل بطولة كأس العالم ، بل أيضاً من جانب البرازيليين أنفسهم الذين جاؤوا من مناطق أخرى، وذلك بسبب الارتفاع الكبير في إيجارات المنازل في الأحياء الأخرى.
من جهتها، ترى الطالبة الفرنسية التي صارت مشهورة جداً في هذا الحي، أن السياح الأجانب «هم سفراء سكان الأحياء العشوائية الفقيرة»، مضيفة: «أنا على ثقة أن السياح سيغادرون بانطباعات جيدة وينشرون صورة جيدة عن المكان»، فيما أثارت فكرتها حماس العديد من سكان الـ«فافيلا»، الذين أصبحوا يحرصون الآن على تقديم أنفسهم بصورة جيدة، بالرغم من المشاكل العديدة التي تواجههم في الحياة اليومية التي تتنوع بين البطالة والإدمان وعنف الشرطة.
(عن «دويتشه فيله»)
إضافة تعليق جديد