عدن: مجزرة في دار للمسنين
لم تعد المجازر في اليمن تقتصر على الغارات الجوية التي ينفّذها الطيران السعودي منذ قرابة عام، فيوم أمس، أقدم مسلّحون، يُعتقد بانتمائهم إلى تنظيم «داعش»، على ارتكاب مجزرة في دار للمسنّين في عدن، راح ضحيتها 16 قتيلاً، بينهم أربع راهبات.
والراهبات اللواتي قتلهنّ المسلحون خلال الهجوم، كنَّ يعملن ممرضات في الدار، وينتمين إلى الجمعيّة التي أسّستها الأم تيريزا في العام 1950 في كلكتا.
وأسفر الهجوم عن مقتل 16 شخصاً، بعدما اقتحم أربعة مسلحين يرتدون زيًّا عسكريًّا، صباح أمس، مقرّ «بعثة الإحسان» ـ دار رعاية المسنّين في حي الشيخ عثمان، وقتلوا حارساً ثمّ أطلقوا النار عشوائيّاً على كل من بداخله.
وذكرت وكالة «فيدس»، نقلاً عن الكرسي الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربيّة، أنّ الضحايا الأربع من رواندا وكينيا والهند، لكن رئيستهم استطاعت الاختباء في برّاد والنجاة، بعدما سمعت صراخاً وإطلاق نار.
وقال الكرسي الرسولي «نعرف أنَّ الوضع صعب، وكانت الراهبات في خطر لكنهنّ قرّرن البقاء مهما حدث، لأنَّ ذلك جزء من روحانيتهن».
وبحسب رواية الشهود، فإنَّ جثث الممرضات الأربع كانت تغطيها الدماء وملقاة في الممرات، وبدت الراهبات القتيلات وقد وثّقت أيديهنّ وراء ظهورهن، فيما أشارت مصادر إلى أنَّ المهاجمين «متطرفون»، ونسبت الاعتداء إلى «داعش».
وفي أحدث تقاريرها، أعربت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، عن قلقها إزاء ارتفاع عدد الضحايا المدنيّين في اليمن جراء استمرار الغارات الجوية لـ«التحالف» السعودي، والتي كانت السبب في سقوط ثلثي عدد الضحايا في اليمن، مشيرةً إلى أنّها تحققّ حالياً في تقارير تفيد بإسقاط قنابل عنقودية على منطقة جبلية جنوب مصنع الإسمنت في عمران شمال البلاد.
وقال مكتب المفوضيّة، في بيان أمس، إنَّ «عدد الضحايا المدنيين في اليمن في ارتفاع، حيث قتل خلال شباط أكثر من 150 شخصاً وأصيب حوالي 200». وأضاف «قتل ما مجموعه ثلاثة آلاف و81 مدنياً، وأصيب خمسة آلاف و 733 منذ آذار 2015».
ونقل البيان عن المتحدث باسم المفوضية في جنيف روبرت كولفيل قوله إنَّ «ثلثي عدد الإصابات تقريباً تأتي من الضربات الجوية «للتحالف» العسكري السعودي على اليمن.
وفيما أوضح المتحدث أنّه كان «هناك انخفاض ملحوظ في الإصابات جراء الغارات الجوية في تشرين الثاني الماضي»، أشار إلى تضاعف عدد القتلى بين كانون الثاني وشباط، حيث سجل عدد الضحايا بين المدنيين، الشهر الماضي، أعلى مستوى له منذ شهر أيلول.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إنَّ المنظمة الدولية «لديها تقارير مزعجة بشأن استخدام قنابل عنقودية في أعمال القصف الجوي، وأنّه يجري حالياً التحقق من تلك التقارير».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد