عدد الأصناف النباتية المنتشرة في سورية: 3150 نوعا نباتيا تتبع لـ 900 جنس
تنتشر في سورية أعداد كثيرة من الأنواع النباتية المتأصلة والمتأقلمة مع الظروف المحلية تصل إلى 3150 نوعاً تتبع ل 900 جنس ما جعلها موضع اهتمام أبحاث التربية والتحسين الوراثي لما تحمله من صفات مورفولوجية جيدة حافظت عليها رغم تعرضها لظروف مناخية وبيئية سيئة أغلب الأحيان.
ونظرا لأهمية الموارد النباتية الوراثية صدر القانون رقم20 لعام 2009 لحماية وحفظ هذه الثروة النباتية من التدهور والتناقص ولتنظيم تداولها وحماية حقوق المزارعين وإشراكهم في اتخاذ القرارات اللازمة إضافة إلى وضع الهيئة العامة للبحوث العلمية خطة للحفاظ على هذه الموارد وتنوعها الحيوي من خلال جمع وحصر وتقييم ودراسة هذه الموروثات النباتية.
وأوضح الدكتور نايف السلتي مدير عام الهيئة أن اهتمام وزارة الزراعة بالموارد النباتية يعود إلى السبعينيات من القرن الماضي حيث أنشأت بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة الفاو أول غرفة تبريد متوسط المدى وفي عام 1996 تم إنشاء البنك الوراثي الذي يحتوي على غرفتي تبريد متوسط وطويل المدى إضافة إلى أنه يتوفر في قسم الأصول الوراثية مخبر حديث للتقانات الحيوية لعمل البصمة ودراسة التراكيب الوراثية وقسم خاص بالموارد الوراثية يحتوي على البنك الوراثي والمكاتب الإدارية والمخبر وينفذ أعماله في مراكز البحوث الزراعية المنتشرة في المحافظات.
وقال السلتي إن الحصول على الموارد الوراثية يتم بشكل أساسي من خلال جولات الجمع التي تنفذ في البلاد ومن خلال التبادل مع مراكز البحوث الزراعية الدولية مثل إيكاردا لافتا إلى أن عدد المدخلات المحفوظة في البنك الوراثي بلغ نحو 11272 مدخلا من مختلف أنواع المحاصيل والبقوليات المزروعة والبرية والمحاصيل الزيتية والخضار والنباتات الرعوية.
وأضاف أن من بين تلك المحاصيل 85 نوعا من القمح المبدئي و1152نوعا من القمح البري و1678 نوعا من القمح المزروع و257 نوعا من الشعير البري و1052من الشعير المزروع فيما يوجد202 من أنواع البقوليات الغذائية البرية و1960 من البقوليات العلفية البرية و10من البقوليات الرعوية البرية و960 من البقوليات الغذائية المزروعة و97 نوعا من البقوليات العلفية المزروعة و123 نوعا من نباتات المراعي الطبيعية و450 نوعا من الذرة و636 نوعا من المحاصيل الزيتية و2561 نوعا من الخضار و40 نوع محاصيل مختلفة.
وأشار السلتي إلى أنه يتم سنوياً تقييم وإكثار مايتراوح بين 1500 إلى 2000 مدخل من مختلف الأنواع وتجارب في دائرة التنوع الحيوي لإعادة تأهيل للأصناف المحلية للخضار والحبوب حيث يتم تقييمها وانتخاب الجيد منها ودراسته لسنوات عدة لإعادة نشر زراعته بين الفلاحين.
وفيما يخص المجمعات الوراثية بين مدير عام الهيئة أن قسم الأصول الوراثية النباتية أنشأ سبعة مجمعات وراثية بينها أربعة مجمعات للحبوب والبقوليات البرية تتوزع في يحمول بمدينة حلب وسرغايا بريف دمشق وعين العرب بالسويداء وعين النورية بالقنيطرة وثلاثة مجمعات للنباتات الرعوية في ازرع بدرعا والنشابية بريف دمشق وحميمة بحلب وأنشأ54 مجمعا للأشجار المثمرة ومجمع للنباتات الطبية والعطرية يضم 49 نوعاً وحديقة نباتات طبية وعطرية تضم 20 نوعا.
ولفت إلى أن قسم الأصول الوراثية يتضمن معشبة نباتية مركزية لحفظ النماذج المعشبية من مختلف الأنواع النباتية الموجودة في سورية مع البيانات الخاصة بالأنواع النباتية المحفوظة في المعشبة من حيث تصنيفها والبيئات والمواطن التي تنتشر بها إضافةً إلى استعمالاتها وتحتوي على نحو 6000 عينة نباتية منها 4000 عينة مجموعة منذ عام 1942 و2000 عينة حديثة جمعت منذ عام 2000 وجميعها تشمل تقريباً معظم الفلورة النباتية السورية التي تتضمن 2820 نوعاً نباتياً موزعة بنحو 750 جنسا و135 فصيلة نباتية.
وأكد السلتي أن عدد هذه النماذج المعشبية المحفوظة يتزايد حالياً بالتوازي مع عدد المدخلات البذرية إذ يتم العمل على تطوير المعشبة بالاعتماد على العناصر الوطنية وتزويدها بالأجهزة الضرورية لتصبح وسيلة متميزة لتعريف وتصنيف العينات النباتية غير المعروفة وتنظيم تبادل النماذج المعشبية مع المراكز الأخرى وفق الإمكانية ومعرفة تنوع وتوزع الغطاء النباتي للمنطقة بشكل واضح.
وبشأن المحميات الطبيعية أشار السلتي إلى أن عدد المحميات الحراجية المنتشرة في البلاد يبلغ 18 محمية إضافة إلى 4 مناطق وقاية و3حدائق ومتنزهات بمساحة إجمالية تصل إلى 177 ألف هكتار فيما بلغ عدد المحميات الرعوية في مناطق البادية 68 محمية بمساحة 822 ألف هكتار إضافة إلى 4 محميات بيئية بمساحة 83 ألف هكتار.
وحول أصناف الأشجار المثمرة المنتشرة بين مدير عام الهيئة أن هناك الكثير من الأصناف المحلية القديمة التي لا تزال تزرع حتى اليوم نظراً لتأقلمها مع الظروف البيئية خاصة الجفاف والحرارة ومعظمها ذات مواصفات زراعية وتسويقية جيدة إلا أنها من الناحية الوراثية غير مدروسة بشكل جيد ويقدر عددها ب 386 صنفا بينها 75 صنفا من العنب و12 من اللوز و92من الزيتون و5 من السفرجل و15من الرمان و18 من التفاح وبين أن 10 إلى 15صنفا من النخيل و21 من الفستق و5 أنواع من التوت و10 أنواع من المشمش و33 نوعا من الجوز.
وأشار إلى أن الهيئة أنشأت 54 مجمعاً وراثياً للأشجار المثمرة تمخض عنها ألف مدخل تضم الأصناف المحلية والأجنبية من أجل حماية التنوع الحيوي للأشجار المثمرة أهمها التفاح والرمان والإجاص والكرز والزيتون والدراق والمشمش والسفرجل والفستق والخوخ والكيوي والعنب والكاكي والجوز والإكي دنيا واللوز والحمضيات بأنواعها والتوت والنخيل وجوز البيكان والصبار.
وقال السلتي إن الموارد الوراثية يتم استخدامها في برامج تربية النبات والتحسين الوراثي ولاسيما في مجال الحبوب حيث استنبطت الهيئة عددا من أصناف القمح والشعير كما يتوفر لديها برامج واسعة لاستخدام الأصناف المحلية من الخضار في تطوير أصناف جديدة كذلك توجد برامج مماثلة لتطوير أصناف جديدة من الأشجار المثمرة بالاعتماد على الأصول المحلية ولاسيما في المشمش والجوز والزيتون وغيرها وفي أبحاث الدراسات العليا للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه.
وشاركت سورية في المفاوضات التي جرت برعاية منظمة الفاو منذ الثمانينيات والتي انتهت بإقرار المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية عام 2001 وكانت من الدول الأولى التي وقعت على هذه المعاهدة عام 2002 وتم التصديق عليها بمرسوم تشريعي رقم 46 لعام 2003.
سفيرة اسماعيل
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد