طهران: بعض الدول الكبرى وافقت على مفاوضات جديدة
اعلنت طهران امس، ان بعض الدول المعنية بالأزمة النووية، وافقت على إجراء مفاوضات اضافية، تقدم خلالها ايران مقترحاتها حيال اتفاق فيينا الذي يقوم على مبدأ الوقود المنخفض التخصيب في مقابل الوقود العالي التخصيب، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة الحذر من هذه «المحادثات» التي تسعى اسرائيل «لعرقلتها».
وقال وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي، في ماليزيا حيث يشارك في الاجتماع الثاني عشر لمجموعة «دي 8»، ان «بعض الدول أجرت اتصالات معنا وأكدت ان المقترحات والنقاط التي أشارت إليها ايران، تستلزم جولة جديدة من المباحثات الفنية». وأضاف ان بلاده «ستقدم مقترحاتها خلال المباحثات الجديدة» مع القوى الغربية، التي لم يحدد موعدها، والتي كان من المفترض ان تنطلق في نهاية شهر تشرين الاول الماضي.
وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، أعرب امس الاول عن رغبته في مواصلة المفاوضات النووية مع الدول الغربية. وأوضح ان «الحكومة، على غرار الشعب الايراني، تنظر بحذر الى المفاوضات». وأضاف آمل ان تتواصل تلك المفاوضات، وأن يفشل عملاء الشيطان في عرقلتها، لان النظام الصهيوني وقوى الهيمنة غير راضية عنها»، مشددا على أنها بلاده أمست «اكثر الدول استقلالية»، وأنها تتفاوض من «وقع قوة».
وبحسب دبلوماسيين غربيين، فإن مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينص على ان تقوم ايران من الآن وحتى نهاية العام 2009، بنقل 1200 كلغ من اصل 1500 كلغ من اليورانيوم المنخفض التخصيب لديها (دون 5 في المئة) لتخصيبه في روسيا الى نسبة 19,75 في المئة، قبل ان تصنع منه فرنسا «قضبانا نووية» لمفاعل طهران للأبحاث. لكن طهران طلبت مواصلة المفاوضات مع روسيا والولايات المتحدة وفرنسا للوصول الى اتفاق.
واستكمالا للتصريحات الرسمية المنتقدة للاتفاق بصيغته الحالية، اعتبر رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، ان «إرسال اليورانيوم المخصب الى الخارج .. لا يبدو في مصلحة بلدنا. وطبقا لمعاهدة الحد من الانتشار النووي، على الدول المتطورة ان تؤمن لنا الوقود» لمفاعل طهران. كما قال نائب رئيس مجلس الشورى محمد حسن ابو ترابي، انه يجب مد ايران اولا بالوقود المخصب قبل ان تسلم اليورانيوم الضعيف التخصيب الى بلد آخر.
وعبر النائب الايراني علاء الدين بروجردي، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى، عن «معارضته التامة» لفكرة تبادل الوقود، معتبرا «ان لا ضمانة من اي نوع بأنهم (الغربيون) سيسلموننا الوقود». وانتقد امس الاول ايضا النائب المحافظ كاظم جلالي، العضو في لجنة الشؤون الخارجية، هذا التبادل. وأوضح «غير مقبول بالكامل ان نسلم كل اليورانيوم المخصب الذي نملك للحصول على الوقود.. لانعدام اي ضمانات».
ورغم ذلك، اعتبر السفير الروسي لدى طهران الكسندر سادوفنيكوف، ان مشروع الاتفاق النووي «في مصلحة ايران» وليس «خدعة» لإخراج الوقود النووي. وقال «نعتقد ان هذا المشروع والتوقيع على اتفاق فني لتصنيع الوقود لمفاعل الأبحاث هما في مصلحة ايران وسيساعدان على حل المسالة النووية». كما رأى ان روسيا تعتبر ان «العقوبات والتهديدات بفرض عقوبات (جديدة) لن تؤدي إلا الى تعقيد الوضع وستقود الى مأزق».
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، اعلنت امس الاول ان «الوقت حان لكي تفي ايران بالتزاماتها»، وأن «للصبر حدودا»، بينما كرر رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان، إنه ينبغي للدول المعارضة لبرنامج ايران النووي، أن تتخلى عن أسلحتها النووية، مشددا في الوقت ذاته على ان تركيا، تريد إخلاء منطقة الشرق الاوسط والعالم كله في الوقت المناسب من الاسلحة النووية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد