طنـيـن ذبـذبـات الكهـربـاء لمكـافحـة الجـريمـة

15-12-2012

طنـيـن ذبـذبـات الكهـربـاء لمكـافحـة الجـريمـة

حضرت إحدى ضحايا جرائم الاغتصاب إلى مركز للشرطة في بريطانيا، للإبلاغ عن أنها واجهت الشخص الذي حاول الاعتداء عليها، وتمكنت سراً من تسجيل اعترافه بالجريمة.
كذلك حصلت الشرطة على تسجيل صوتي لمشتبه به آخر خطط لشن هجوم دموي، وهي ترغب باستخدام هذا الدليل ضده في المحكمة.
وتؤدي التسجيلات الصوتية من هذا النوع دوراً متصاعد الأهمية في التحقيقات الجنائية. لكن كيف تتأكد الشرطة من أن الدليل الصوتي أصلي، ولم يتم التلاعب فيه أو إجراء بعض التعديلات عليه؟
ويقول خبراء الصوت الرقمي في مختبر الطب الشرعي التابع للشرطة في لندن، إنه بالإمكان التأكد من أن التسجيلات أصلية بمساعدة طنين ذبذبات الكهرباء. ودرس هؤلاء تسجيلات مستمرة لصوت التيار الكهربائي، حيث وجدوا أنها جميعاً عبارة عن طنين مستمر لا يمكن سماعه من خلال الأذن البشرية. ولكن إذا كان الصوت أعلى قليلاً، فإنه يمكن سماع أزيز سلبي يملأ الهواء.
ويوضح كبير خبراء الطب الشرعي الرقمي في الشرطة البريطانية آلان كوبر، أن «الطاقة ترسل عبر شبكات الكهرباء الوطنية إلى المصانع والمتاجر والمنازل على شكل ذبذبات الموصلات التي تسجل نحو 50 هيرتز». ويمكن لأي تسجيلات رقمية بالقرب من مصدر للطاقة الكهربائية، أن تلتقط هذه الذبذبات وتندمج في التسجيل الصوتي.
ويمثل هذا الطنين شعوراً بالإزعاج لمهندسي الصوت الذين يسعون إلى الحصول على تسجيل صوتي عالي الجودة، لكنه يعتبر بالنسبة إلى خبراء الطب الشرعي آداة قيمة في مكافحة الجريمة.
ونظراً لأن الذبذبات الناتجة من شبكات الكهرباء تسجل نحو 50 هرتز، فهي تعتبر ذبذبات ضئيلة جداً. ويرد الخبراء السبب إلى أن العرض والطلب على الكهرباء لا يمكن التنبؤ به.
وإذا تحول ملايين السكان فجأة إلى تشغيل أجهزتهم الكهربائية، فقد يتجاوز الطلب حجم العرض، ما يعني إنتاج المزيد من الكهرباء والذبذبات. وفي المقابل، عندما يكون حجم العرض أكبر من الطلب، يقل إنتاج الكهرباء وتنخفض قوة الذبذبات.
واكتشف خبير الصوت ومدير المركز الوطني للطب الشرعي الإعلامي في جامعة كولورادو كاتالان غريغوراس أن نمط هذه التغيرات العشوائية في الذبذبات يعتبر نمطاً فريداً عبر الزمن.
ويعتبر ذلك أمراً مثيراً للاهتمام، لكن عندما نأخذ بعين الاعتبار التسجيلات الرقمية المدمجة مع هذا الطنين، يصبح هناك تغير في نظرتنا إلى الأمر.
ويمكن توفير علامة رقمية وتقديم تاريخ وطابع زمني للطنين خلال فترة محددة في التسجيلات الصوتية، وذلك من خلال مقارنة التسجيل الصوتي المعتاد لطنين الذبذبات في تسجيل واحد بقاعدة بيانات تسجل التغيرات التي تطرأ على التيار الكهربائي والطنين الناتج منه على مدار 24 ساعة يومياً خلال 365 يوماً في السنة.
ويقول الخبير في أحد مختبرات الصوت الفرنسية فيليب هاريسون إنه «إذا التقط طنين الذبذبات بمستويات منخفضة، فلن يتمكن الشخص من سماعها، ولكن يمكنه استغلال هذه المعلومات».
ويطلق على هذا الأسلوب اسم «تحليل ذبذبات شبكة الكهرباء»، ما يساعد خبراء الطب الشرعي في فصل التسجيلات الأصلية، وغير المعدلة عن تلك التي خضعت للتلاعب.
ويعتبر مقارنة التسجيلات الصوتية في بريطانيا أمراً سهلاً، نظراً لوجود شبكة كهرباء وطنية واحدة تغذي البلاد بالكهرباء، الأمر الذي يجعل تموج الذبذبات ذاته في أنحاء البلاد.
وفي المقابل، يعتبر الأمر أكثر تعقيداً في أماكن أخرى حول العالم، خصوصاً أن لدى بعض الدول شبكتين للكهرباء أو أكثر. وفي هذه الحالة، فإن ما يحدث هو التقاط الطنين وتسجيله على نحو مستمر لكل نظام كهربائي على حدة، وتتم المقارنة بين الأجزاء بطريقة منفصلة.
يذكر أن الشرطة البريطانية تعتبر الجهاز الأمني الأول حول العالم الذي يستخدم هذا النظام. ويأمل الخبراء أن تتمكن بلدان عدة في العالم من استخدام هذه التقنية، بالرغم من أن التحديات الجديدة تبقى موجودة.

المصدر: («بي بي سي») 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...