طنطاوي: قوانين التحديد النهائي للنسل حرام أما التنظيم فمختلف
رفض شيخ الأزهر في مصر، الإمام محمد سيد طنطاوي، قيام الحكومات بأي خطوة تهدف لتحديد النسل نهائياً، جازماً بحرمة هذا الأمر وبوجوب عدم إقدام الدول على إصدار قوانين تقره.
غير أن طنطاوي، الذي أثار قبل أسابيع عاصفة من الجدل في مصر على خلفية طلبه من إحدى تلميذات الأزهر خلع نقابها أثناء تلقيها الدروس في قسم الإناث، اعتبر أن هناك فرقاً بين تنظيم الأسرة وبين تحديدها، باعتبار أن التنظيم يتمثل في اتخاذ وسائل تضمن تباعد فترات الحمل لتقليل عدد أفراد الأسرة تسهيلاً على الأبوين في رعاية الأبناء.
وقال طنطاوي: "تحديد النسل بمعنى منعه مطلقا ودائما حرام شرعا، وكذلك التعقيم الذي هو بمعنى القضاء على أسباب النسل نهائيا."
وأكد شيخ الأزهر، الذي كان يتحدث الاثنين خلال استقباله لوفد من القيادات الدينية بوزارة الأوقاف الأردنية أنه لا يصح للدولة إصدار قانون لتنظيم النسل "لأن ذلك من المسائل الشخصية التي تتعلق بالزوجين وحدهما والتي تختلف من أسرة لأخرى حسب ظروفها الاجتماعية والصحية ولا تعالجه القوانين."
وأضاف أن خير وسيلة لتنظيم الأسرة تتمثل في "فهم الدين فهما سليما وإشاعة ذلك بين جميع أفراد الأمة."
وتابع طنطاوي بالإشارة إلى وجود فرق بين تنظيم الأسرة وبين التحديد والتعقيم، معتبراً أن التنظيم يعني "أن يأخذ الزوجان باختيارهما واقتناعهما الوسائل الكفيلة بتباعد فترات الحمل أو إيقافه لفترة معينة من الزمن لتقليل عدد أفراد الأسرة بصورة تجعل الأبوين قادرين على رعاية أبنائهم الرعاية الكاملة بدون عسر أو احتياج غير كريم."
وأشار طنطاوي إلى أن بعض الفقهاء أوضحوا أن الإسلام لا يمنع في الظروف الخاصة من تنظيم الأسرة باتخاذ دواء يمنع الحمل لفترة محددة وإذا كانت الظروف الصحية أو الاجتماعية للأسرة تستدعي ذلك.
يذكر أن قضية تنظيم الأسرة تأخذ حيزاً واسعاً من النقاش في مصر التي تعاني من تزايد سريع للسكان في ظل تراجع الموارد.
وكان طنطاوي قد أثار الكثير من اللغط الشهر الماضي، بعدما طلب منع ارتداء الطالبات، في المعاهد الدينية، النقاب "إلا في حضور الرجال"، الأمر الذي قد يتبعه قرار مماثل بحظر النقاب في الجامعات "المختلطة."
وقد بدأت القضية عندما دخل طنطاوي إلى فصل دراسي في قسم الإناث بالأزهر ليجد طالبة قد غطت وجهها بالنقاب، فوجه إليها انتقادات شديدة وأمرها بخلعه.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد