صناعة موسمية تزدهر صينياً: مطلوب «صديق للإيجار»
تبدو جميلة وسعيدة. لكن الرسالة، التي نشرتها على الإنترنت، تشي بيأسها. هي في الثامنة والعشرين من عمرها، تبحث عن صديق لها، بعدما وعدت أهلها الذين يحثّونها على الزواج، بأن تحضر معها صديقا لتمضية رأس السنة القمرية الذي يوافق غداً في الصين، تزامناً مع عيد الحب.
أما الشروط التي تضعها للمرشحين، فهي أن يكون الشاب متعلما، لديه وظيفة، يحسن التصرف ويبلغ طوله بين 170 و180 سنتم. وإذا كان يضع النظارات فهذه نقطة جيدة، لأنه يوحي لوالدها بالجدية وبأنه مفكر. أما النقطة الأهم في شروطها، فأنها «لن نمارس الجنس معا».
هي واحدة من بين آلاف الشباب الصينيين الذين لجأوا إلى إعلانات «محب للإيجار»، على الإنترنت، آملين إيجاد صديق مزيف أو صديقة مزيفة، في العيد.
وتعد رأس السنة القمرية التي تبدأ غداً أهم يوم في التقويم الصيني التقليدي. كما أن السفر المرتبط بالسنة الجديدة في الصين يعتبر أكبر هجرة سنوية على الأرض.
وبالنسبة للصينيين الذين تتراوح أعمارهم بين العشرينات وبداية الثلاثينات، فإن احتمال الانضمام إلى عائلاتهم لقضاء العطلة مشوب بالرهبة، حيث تفرض عليهم المثل العليا الكونفوشية إبداء الاحترام لكبار السن.
من هنا، فهم يعلمون أنه ينبغي عليهم أن يتحملوا «تذمر» الأهل الذين سيتساءلون مرارا وعلنا عن السبب الذي يمنع أبناءهم من الاستقرار وإنجاب الأولاد.
ويوضح جيان وينجون، وهو الحارس الليلي لجامعة «رينمين» في بكين نمط تفكير معظم الصينيين: «في القرى، إذا أحضرت فتاة شابا إلى منزلها في مهرجان الربيع ولم تبلغ بعد الـ 25، تحفظ عائلتها ماء الوجه. لكن، إذا ظلت عزباء، وهي تشارف على بلوغ الثلاثين، فسيفكر الناس في أنها ليست طبيعية، وستنتشر الأقاويل أنها تعاني من مرض ما ولا تستطيع الزواج».
كما الفتيات، يعاني الفتيان من هذه المشكلة أيضا. يقول ما يينغ (24 عاما) وهو شاب يعمل في مجال التسويق في شانغهاي «من الصعب الاختيار بين أن تكون ابنا مطيعا، وبين أن تلتقي بفتاة جميلة». ويعلل إقدامه على نشر إعلان يقدم فيه نفسه أنه «صديق للإيجار» باعتبار أن «أي ترتيب للإيجار سيقربّه من هدفه وهو الاستقرار»، كما «أريد اكتساب الخبرة في مقابلة والدي صديقتي، كي أعرف كيف يجب أن أتصرف حين تكون لديّ صديقة حقيقية».
وتعود جذور «حبيب للإيجار» إلى العام 2007، عندما انتشر فيلم «عقد عاشق». وفي حين يرفض عدد من الصينيين هذه «الصناعة» الموسمية، بوصفها تنتهك القـيم المقدسة للكونفوشية، يعتبرها البعض الآخر إثباتا على أن القيم الأخلاقية القديمة لا تزال قائمة في الصين المعاصرة.
المصدر: السفير نقلاً عن «نيويورك تايمز»
إضافة تعليق جديد