شوارع مؤدية للكازيات تتحول إلى منازل متنقلة لأصحاب السيارات
مع التغير الدرامي في المعروض، انتقل صغار تجار أزمة المازوت خلال الأيام الأخيرة إلى مادة البنزين بعد تفاقم أزمة الأخيرة في مدينة دمشق والمدن الأخرى حيث وصل سعر صفيحة البنزين «20 لتراً» إلى 2500 ليرة.
فمع النقص الحاد للمادة في محطات الوقود، بدأت أرتال السيارات على مداخلها بالتطاول لتصل إلى أكثر من 2 كم على صفين، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة من قبل السائقين لكفاية ما تبقى في خزاناتهم لقطع المسافة الفاصلة بين نهاية الرتل وخرطوم البنزين، فيما آخرون يستنزفون كل نقطة في تلك الخزانات مضطرين لاستخدام العضلات لدفع سيارتهم كلما تقدم دورهم بمساعدة أقرانهم من السائقين.
ومن يتسنى له من المسؤولين زيارة المحطات سيرى العجب وكيف أصبحت مكانا لتبييت السيارات، فبات الكثير من أصحابها يركنونها على الدور الممتد طويلاً ويقفلونها ويذهبون إلى بيوتهم تملأ صورهم الغبطة مطمئنين على حجز دورهم لليوم التالي، وسط حسد أقرانهم العابرين للطريق ممن باتت مؤشرات عداداتهم على حافة الهاوية مهيئين أنفسهم لرحلة البحث عن كازيات أقل ازدحاماً وهيهات يجدونها لأن معظمها تعاني الأزمة ذاتها. ثمة الكثير من الحالات الطريفة والمؤلمة بذات الوقت، حيث سيارة هنا يدفعها صاحبها أمامه بدلا من أن تحمله إلى حيث المضخة وخاصة بعد أن بدأت بعض الكازيات ترفض تعبئة البيدونات، وسيارة هناك تحولت إلى غرف نوم لأصحابها متشبثين بدورهم ومشاهدة أخرى لأسرة نائمة بشكل كامل، حيث الزوج خلف المقود، والزوجة والأولاد في المقعد الخلفي كما عانينا تماماً أمام كازية الأزبكية، بينما المحظوظون من أصحاب المنازل القريبة أقفلوا سياراتهم وذهبوا للنوم في بيوتهم قريري العين.
صالح حميدي
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد