شرطة أردوغان تعتقل عشرات المتظاهرين في تقسيم
واصلت الشرطة التركية إجراءاتها القمعية بحق المتظاهرين الأتراك الذين ينددون بسياسة حكومة رجب طيب أردوغان واعتقلت اليوم مجموعة متظاهرين تجمعوا في ميدان تقسيم للتنديد بمقتل الشاب بيركين ايلفان على يد الشرطة في ذكرى أربعين وفاته ووضع الخبز أمام تمثال الجمهورية في ميدان تقسيم.
وذكرت صحيفة حرييت أن الشرطة اعتقلت اليوم مواطنين أرادا وضع الخبز أمام تمثال الجمهورية في ميدان تقسيم بعد اعتقالها أمس 50 متظاهرا تجمعوا في الميدان للسبب ذاته.
ويضع المواطنون الأتراك الخبز أمام تمثال الجمهورية في الميدان بعدما أصبح صورة رمزية ترتبط بالفتى ايلفان الذي قتلته شرطة اردوغان أثناء قيامه بجلب الخبز لأسرته.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشرطة التركية منعت الصحفيين من تصوير عملية اعتقال المتظاهرين من خلال حجب الكاميرات بالدروع مؤكدة أن نحو 20 شخصا اعتصموا أمام فرق قوات الأمن في تقسيم للتنديد بتوقيف زملائهم.
من جهتها قالت صحيفة جمهوريت إن رجال الشرطة ضربوا المتظاهرين بعنف مستخدمين الهراوات داخل سيارات الشرطة بعد اعتقالهم لافتة إلى أن الشرطة منعت الصحفيين من التقاط صور لعملية الاعتقال مؤكدة أن الشرطة اعتقلت عددا من المواطنين الذين اعتصموا أمام سيارات الشرطة للتنديد بضرب المتظاهرين.
من جهة أخرى كبل مجموعة من المواطنين الأتراك أيديهم على جسر بوغاز ايتشي في اسطنبول أمس في ذكرى أربعين وفاة الفتى ايلفان.
وقالت صحيفة جمهوريت إن الشرطة اعتقلت 7 أشخاص من بين الذين كبلوا أيديهم على سور الجسر.
من جهة أخرى أكدت جمعية كوندام للأطفال ارتفاع عدد الأطفال الذين فقدوا حياتهم نتيجة انتهاك حقهم في الحياة إلى 633 في عام 2013 مقارنة بعام 2012 الذي وصل خلاله عدد الأطفال المتوفين إلى 609.
وأكدت صحيفة ملييت في تقرير أعدته تحت عنوان "حق الحياة للأطفال الأتراك لعام 2013" أن تقرير الجمعية يشير إلى وفاة الأطفال إثر انتهاكات الحقوق خلال الأحداث الاجتماعية وجرائم الكراهية.
وأشار التقرير إلى أن تركيا في عهد حكومة رجب طيب أردوغان تحولت إلى مقبرة للأطفال حيث قتل 33 طفلا على يد سلطات أردوغان الأمنية عبر انتهاك حقهم في الحياة لافتا إلى وفاة عدد من الأطفال بسبب العنف المنزلي حيث فقد 16 طفلا حياته بسبب العنف بينما ازدادت ظاهرة الانتحار في صفوف الفتيان العام الماضي ليصل عددهم إلى 19 بينما توفي 89 طفلا إثر أحداث العمل.
وكانت منظمة العفو الدولية دعت السلطات التركية إلى وضع حد للمحاكمات الجائرة التي تجرى للأطفال الذين تصل أعمار بعضهم إلى 12 عاما بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي يتسم بالقسوة الشديدة. وقد حوكم آلاف الأطفال في تركيا وبعضهم لا تزيد أعمارهم على 12 عاما بموجب قانون مكافحة الإرهاب لا لشيء إلا بسبب اشتراكهم في المظاهرات المناهضة لاردوغان.
من جهته أكد وزير العدل التركي السابق سامي ترك أن رئيس حكومة العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان يريد أن يصبح سلطانا منتخبا لافتا إلى أن تعديل قانون الانتخابات الذي يطمح إليه أردوغان هدفه فرض النظام الرئاسي في تركيا.
ونقلت صحيفة جمهوريت عن ترك قوله "إن النظام الذي يريده أردوغان هو نظام يمنحه جميع أنواع الصلاحيات التي لم يكن يملكها حتى السلطان عبد الحميد وهو نظام يفتقد لآلية الرقابة والتوازن" مشيرا إلى أن النظام الذي يريد اردوغان اعتماده لا علاقة له بالنظام الرئاسي المطبق في الولايات المتحدة كما يحاول الإشاعة.
وأضاف ترك "إن أردوغان يهدف إلى الحصول على الأغلبية البرلمانية التي ستمكنه من تغيير الدستور ليطبق نظام رئاسي يقود تركيا الى الديكتاتورية الامر الذي من شأنه ان يدفع تركيا إلى الكارثة".
وفي السياق ذاته أكد رئيس مؤسسة البحوث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في تركيا ارول تنجر أن أردوغان يهدف إلى تعديل قانون الانتخابات وتطبيق نظام تقليص المناطق الانتخابية في الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في عام 2015 وتحقيق الأغلبية في البرلمان ليتمكن من تغيير الدستور بحيث يطبق النظام الرئاسي في تركيا.
وقال تنجر في تصريح للصحيفة " إن نظام تقليص المناطق من شأنه أن يخل بمبدأ التمثيل العادل" مبينا أن هذا النظام سيؤدي إلى رفع عدد نواب حزب العدالة والتنمية حتى لو انخفضت نسبة أصواته في الانتخابات النيابية.
وحذر تنجر من أن نظام تقليص المناطق سيقسم تركيا إلى 550 منطقة انتخابية الأمر الذي سيسهم في رفع عدد نواب العدالة والتنمية إضافة إلى مخاطر احتكار النواب المجموعات الاثنية والطائفية في بعض المناطق الانتخابية وعزل بعض الشرائح الاجتماعية.
وبين ان هذا النظام يخل بمبدأ التمثيل العادل موضحا انه في ظل هذا النظام سترتفع نسبة العتبة الانتخابية في المناطق الى 20 بالمئة حتى لو تم خفض النسبة العامة لها وهي 10 بالمئة اذا ما طبق نظام تقليص المناطق.
يشار إلى أن أردوغان يسعى لترشيح نفسه إلى منصب رئيس الجمهورية التركية رغم غرق حكومته في فضائح فساد مالي وسياسي إضافة إلى فضائحه في مجال دعم الإرهاب في سورية حيث انتقد مؤخرا رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليتشدار أوغلو الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الحكومة أردوغان حيال خططهما بشأن الانتخابات الرئاسية التركية المرتقبة مؤكدا أن مساومتهما على رئاسة الجمهورية "خاطئة".
وكالات
إضافة تعليق جديد