شبح الجوع يخيم على الناجين من "بوكو حرام" في نيجيريا
منذ أن بدأ الجيش النيجيري طرد متشددي جماعة "بوكو حرام" من مناطق واسعة في شمال شرقي البلاد، بدأ نحو 1.5 مليون شخص من النازحين في العودة إلى ديارهم، غير أن الآلاف قد يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء فيما تتأخر أعمال إعادة الإعمار.
وعلى طول الطرق الرئيسية شمالاً من يولا عاصمة ولاية أداماوا، استؤنفت بعض الأعمال التجارية في البلدات، رغم أن ذكرى هجمات المتشددين لا تزال ماثلة، حتى أن رائحة الجثث المتعفنة لا تزال تفوح في الأجواء عند مقر كنيسة "الإخوة" بالقرب من مارارابا، بعد مرور نحو ثلاثة أشهر من انتهاء القتال.
وسيطرت "بوكو حرام" على مناطق واسعة من شمال شرقي نيجيريا العام الماضي، فقتلت الآلاف خلال عملية استيلاء على الأراضي لم يسبق لها مثيل، فاحتلت معظم ولاية بورنو، التي عادت وخرجت منها، وعلى أجزاء من أداماوا ويوبي، بينما صعدت هجماتها على دول مجاورة.
وبدأ الجيش النيجيري بالتصدي للحركة عندما كانت على بعد 100 كيلومتر من عاصمة ولاية أداماوا. وفي الأشهر القليلة الماضية، عاد الكثير من الناس إلى أداماوا، غير أن عيادات الصحة والمصارف والمدارس لا تزال خارج الخدمة، لا سيما في أقصى الشمال، بينما تحولت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بين البلدات إلى أرض جرداء.
وفي بلدة ميتشيكا، التي شهدت بعضاً من أعنف المعارك، يشعر السكان بالخوف الشديد ويفتقرون للمعدات والقوى العاملة للزراعة، وبالتالي لن تكون هذه الأرض مصدر حياة بالنسبة لهم، خصوصاً في ظل غياب أي بادرة على المساعدات الحكومية.
وأوضح أحد السكان ويدعى سيني تكواجا أن "معظم العائدين يعانون بسبب عدم وجود غذاء. الناس مرضى ولا توجد مستشفيات... لا توجد خضار ولا ليمون ولا موز.. لسنا مستعدين للعودة للزراعة. كل معداتنا أحرقت أو سرقت."
ويضطر السكان للسفر لمدة ساعة إلى مدينة موبي القريبة للحصول على احتياجاتهم اليومية، إلا أن هذه الطريق الرئيسية ستتعطل بمجرد حلول موسم المطر الشهر المقبل.
وفجرت "بوكو حرام" الكثير من الجسور التي تربط المناطق ببعضها، ومن بينها الجسر الرئيسي الموصل إلى مدينة موبي، في محاولة لمنع وصول القوات النيجيرية.
ولا تزال بعض الألغام الأرضية تنتشر حول بلدة ميتشيكا وتبعد المناطق الزراعية الرئيسية كثيراً عن نقاط التفتيش العسكرية.
كما تظهر أيضاً مشكلة الألغام الأرضية التي تنتشر حول بلدة ميتشيكا.
وتقول مواطنة تدعى ريبيكا ايشايا: "نحن مضطرون للبقاء، ليس لدينا مكان آخر نعيش فيه. لا نملك مال لدفع إيجارات ونخاف أن نزرع (الأرض)... منذ نحو أسبوع، انفجرت قنبلة حينما ذهب البعض لتطهير الأرض..أصيبوا."
(رويترز)
إضافة تعليق جديد