شباب الثورة اليمنية يرفضون "المبادرة"

رفض شباب الثورة في ساحات التغيير في المدن اليمنية المبادرة الخليجية لحل الأزمة في البلاد رغم موافقة حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم والمعارضة على الصيغة النهائية للمبادرة، وشدد الشباب على استمرار الثورة إلى حين تحقيق كامل أهدافه .

من ناحيته أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تمسكه بالشرعية الدستورية وأنه لن يسلم السلطة إلا عبر صناديق الاقتراع بعد أن يدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة .

 في وقت تحولت تعز إلى ثكنة عسكرية مع وصول تعزيزات عسكرية وانتشار أمني لافت في الشوارع ما أثار مخاوف من مخطط للتصعيد العسكري ضد المعتصمين في ساحة الحرية .    

وجددت اللجنة الاشرافية العليا لثورة التغيير أمس رفضها للمبادرة الخليجية لأنها لا تنص صراحة على تنحي الرئيس علي عبدالله صالح فوراً، وتضمن حصانته وأقاربه ومساعديه ضد الملاحقة القانونية . وهددت اللجنة ب “خطوات تصعيدية” في حال عدم الاستجابة لمطالب الشباب برحيل صالح .

كما جددت رفض أي مبادرات أو حوارات لا تلبي أهداف المعتصمين في الساحات منذ أكثر من شهرين .

وأعلنت اللجنة صراحة أن المعارضة الممثلة في أحزاب اللقاء المشترك لا تمثل إلا نفسها . ودعت مكونات الثورة إلى التصعيد وتحديد ساعة الصفر للزحف على القصر الرئاسي واسقاط النظام الذي حذرت من أنه بات خطراً ليس على اليمن فحسب، بل على المنطقة برمتها، وتأخر رحيله سيؤدي إلى مزيد من سفك الدماء وتهديد السلم الاجتماعي .

من جانبه، أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تمسكه بالشرعية الدستورية وأنه لن يسلم السلطة إلا عن طريق صناديق الاقتراع ومن خلال لجنة عليا للانتخابات، بعد أن يدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وقال في حوار مع قناة “بي بي سي” إنه يرحب بالمبادرة الخليجية “إذا كانت ستعمل على رأب الصدع وحل المشكلة وإنهاء الفوضى والاعتصامات والتخريب وقطع الطرقات ولما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا”، واتهم الغرب بالكيل بمكيالين في قضية الأغلبية والأقلية .

وحول المبادرة الخليجية، أكد صالح أنها “معالجة”، وقال: “إننا نتعرض لضغط خارجي، لكن نحن نقرأ قراءة في الداخل، نحن نرحب بأي أفكار خارجية سواءً من دول الجوار أو أي حل يصب في إطار حل المشكلة أو من دول صديقة لأننا نرى ما لا يرون، هم ينظرون عبر القنوات الفضائية، لكننا نرى الشارع اليمني” .

وبشأن تحفظات المعارضة على أحد بنود المبادرة المتمثل بعدم المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، قال صالح إن هذا سيصعد من الأزمة، وأشار إلى أنه “من الرد الأولي للمعارضة أنهم رافضون أن يشاركوا في الحكومة، لذلك نحن مضطرون أن نعيد تشكيل الحكومة من قوى التحالف ومن قوى مستقلة ومن حزب المؤتمر، وسندعو إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تحت إشراف دولي” .

وتطرق صالح إلى حضور القاعدة في الأزمة القائمة اليوم، وأشار إلى أن “الغرب الذي يقول إنه يقف إلى جانب مكافحة الإرهاب ومنها تنظيم القاعدة، الآن تنظيم القاعدة يطلبونهم إلى المعسكرات الخارجة عن النظام والقانون”، وتوقع من “الأشقاء في الوطن العربي أن يقفوا إلى جانب أمن واستقرار اليمن ووحدته وكذلك الاصدقاء في الغرب وأن يحترموا الشرعية الدستورية وأن نحترم الدساتير والقوانين والأنظمة”، وقال “إن أصر غالبية الشعب على تنحيه عن السلطة سوف يتنحى على الفور، لكنه لن يخضع للأقلية” .

المصدر: الخليج