سيرة وزير دفاع «طالبان» الجديد... ما علاقته بواشنطن وإيران؟
تداولت وسائل إعلام، نقلاً عن مصادر في حركة «طالبان» الأفغانية، أن الأخيرة عيّنت المعتقل السابق في غوانتانامو، الملا عبد القيوم ذاكر، وزيراً للدفاع بالوكالة.
وُلِد ذاكر في قرية قاضي خيل بمديرية كجكي في ولاية هلمند، جنوبي أفغانستان في العام 1973. ودرس هناك العلوم الشرعية قبل أن يهاجر إلى باكستان ويلتحق بمدرسة دينية تابعة لحزب «الحركة الإسلامية» الأفغاني بقيادة الملا محمد نبي محمدي، جنوب غربي باكستان. وعند نشأة حركة «طالبان»، أمر محمدي ذاكر بالانضمام إليها.
وقد اعتقلت القوات الأميركية ذاكر أثناء غزو أفغانستان في قاعدة باغرام، ثم نُقل إلى معسكرات الاعتقال التابعة للولايات المتحدة في خليج غوانتانامو.
وبعد إطلاق سراحه انضم ذاكر لصفوف «طالبان»، حيث أدار عمليات عسكرية في ولاية هلمند الأفغانية قبل أن يشغل منصب النائب الثاني للزعيم الملا عبد الغني برادار (رئيس المكتب السياسي الحالي) بعد اعتقال الأخير في عملية مشتركة بين وكالة المخابرات المركزية والمخابرات الداخلية في كراتشي الباكستانية في كانون الثاني في العام 2010.
وكان ذاكر تولى إعادة تشكيل قيادة طالبان في بلوشستان وكراتشي، بعد طرد الحركة من أفغانستان جراء دخول القوات الأميركية في العام 2001.
واستقال ذاكر من مهامه في العام 2014 بعد خلاف داخلي على القيادة مع الملا محمد منصور الذي شغل هام النائب الأول خلال الفترة نفسها، وتخلّلها ضغط من باكستان، ما دفع قيادة «طالبان» إلى الاقتراب من إيران بعد عام 2014.
خلال هذه الفترة، زعم منصور أن له نفس السلطات التي يتمتع بها برادار، ويقدم تقاريره مباشرة إلى الملا عمر (أحد مؤسّسي الحركة) ويشرف على الحركة بأكملها، ويتبعه ذاكر بصفته نائب القائد للشؤون العسكرية. إلّا أن ذاكر ادّعى أنه ومنصور سواسية في المنصب، وكلاهما يقدم تقارير إلى الملا عمر؛ ذاكر كمسؤول عن الشؤون العسكرية ومنصور مسؤولاً للشؤون السياسية والمدنية.
في ذلك الوقت، وبتفويض واضح من الملا عمر، تولّى منصور الإشراف على تواصل طيب آغا من الملا برادار بعد اعتقال الأخير. لكنه لم يُبلغ الملا ذاكر أو الملا حسن أخوند رئيس مجلس الشورى. وعندما تسرب الخبر عام 2011، تفاقم الخلاف مع ذاكر إلى ذروته بإقالة ذاكر في نيسان العام 2014 من منصب نائب القائد ورئيس الهيئة العسكرية.
وفي وقت لاحق، ورد أن كل من ذاكر ومنصور أمضيا بعض الوقت في إيران كضيفين لدى الحرس الثوري الإيراني.
وفي عام 2015، تعرّض منصور لضغوط متزايدة من باكستان للمشاركة في محادثات مقرها باكستان مع المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان، سمح على إثرها لبعض أفراد الحركة الذين تربطهم علاقات وثيقة بشكل خاص مع المخابرات الباكستانية بالمشاركة في اجتماع في موري في تموز، وهو ما أدى طلب الآخرين في القيادة لمعرفة ما إذا كان الملا عمر قد سمح بهذا «|الانحراف السياسي»، وهو ما أجبر الحركة على الكشف عن وفاة الملا عمر بعد سنتين (توفي في العام 2013).
الأخبار
إضافة تعليق جديد