سورية تسمح للصليب الأحمر بالوصول إلى أماكن الاضطرابات
في ظل استمرار الصعوبات الكبيرة التي ما زالت تحول دون عودة آلاف من المواطنين الفارين إلى تركيا نتيجة الأحداث الأمنية في منطقة جسر الشغور
واستمرار سيطرة مجموعات مسلحة على الطرق الحدودية مع تركيا، بدأت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بتقديم المزيد من المساعدات المادية والعينية فتم تخصيص مبلغ معقول للمحافظات التي شكلت بؤراً للأحداث الأمنية كدفعة أولى إضافة إلى آلاف قطع الفراش والحرامات والسلال الغذائية لمساعدة الأسر المتضررة من أعمال المجموعات المسلحة.
جاء ذلك في وقت أكد فيه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلينبرغر بعد محادثات أجراها في دمشق، أن الحكومة السورية وافقت على إعطاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري إمكانيات أوسع للوصول إلى مناطق الاضطرابات.
وحول إمكانية إيصال المساعدات إلى المغادرين إلى المناطق الحدودية التركية،بيّن رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري عبد الرزاق جبيرو ف أن عدد المغادرين إلى تركيا والمناطق الحدودية لا يتعدى 8000 شخص وعاد منهم إلى جسر الشغور وغيرها نحو 70 بالمئة منهم، حيث ما زالت صعوبات كبيرة تحول دون عودة الباقين بسبب المجموعات المسلحة المنتشرة على الطرق الحدودية هناك، وقيامهم بمنع المواطنين من العودة، على حين يعاني المواطنون السوريون في مخيمات الإقامة في تركيا من نقص كبير بالخدمات والغذاء، وهناك من يحول دون عودتهم إلى مدنهم وقراهم التي هجروها.
وأوضح جبيرو أنه جرى الاتفاق بين منظمتي الهلال الأحمر العربي السوري ومنظمة الهلال الأحمر التركي على تسهيل إجراءات عودة باقي المواطنين المغادرين في تركيا إلى مدنهم وقراهم مع تقديم ضمانات من الحكومة السورية بعدم مساءلة أي شخص عن أسباب خروجه إلى تركيا، وسيتم تشكيل وفد من المنظمة بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر التركي لزيارة العائلات السورية الموجودة في المخيمات التركية ومحاورتهم من أجل العودة إلى بيوتهم في منطقة جسر الشغور وغيرها.
وعن سير عمليات توزيع الإعانات للمواطنين المتضررين في منطقة جسر الشغور فقد بين جبيرو أنه تم خلال الأسبوع الماضي توزيع 4000 سلة غذائية و2600 حرام و2600 فراش و200 غالون ماء و100 كرتونة حليب أطفال، حيث تتم عملية توزيع الإعانات حتى منتصف الليل ويتم التوزيع بمرافقة متطوعين شبان من المنظمة ونقلها إلى القرى والمزارع وأماكن إقامة المغادرين بسيارات صغيرة نظراً لضيق الشوارع والطرق الفرعية إليهم.
وقال إن هذه المواد والسلل الغذائية غير كافية لقرى منطقة جسر الشغور، حيث يعاني السكان من نقص بالأدوية رغم الحاجة الشديدة إليها، وعدم توافر ألبسة للصغار، على حين تتعاون اللجان الشعبية والجيش بشكل جيد مع لجان المنظمة في عمليات التوزيع، موضحاً أن عمليات التوزيع شملت حتى تاريخه كلاً من مدينة جسر الشغور وبلدات وقرى دركوش وريفها، عين السودة، هتيا، القادرية، الحمامة، تل عمار، سلقين.
هذا وقد أنهى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلينبرغر محادثات أجراها في دمشق مع رئيس الوزراء عادل سفر ووزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم.
وقال كيلينبرغر، في بيان له إن المناقشات التي أجراها في دمشق «تركزت على القضايا الإنسانية حصراً وكانت صريحة وتناولت الإجراءات العملية، وأصغى المسؤولون السوريون لمطالبنا ووافقوا على إعطاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري إمكانيات أوسع للوصول إلى مناطق الاضطرابات»، مضيفاً: إن إمكانية الوصول من دون عائق إلى هذه المناطق ضرورة ملحة لتقييم الأوضاع الإنسانية وتوفير المساعدة الملائمة للاحتياجات.
كما طلب رئيس اللجنة الدولية أيضاً السماح لمندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة المحتجزين وفقاً لإجراءات العمل المعتادة التي تعتمدها المنظمة. وقال كيلينبرغر في هذا الصدد: «لقد أعربت الحكومة السورية عن استعدادها لمناقشة الشروط المتعلقة بزيارات اللجنة الدولية. وهي خطوة أولى إلى الأمام».
وكان كيلينبرغر أجرى أيضاً محادثات مع رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار من أجل استكشاف سبل تعزيز التعاون والتنسيق، حيث أكد كيلينبرغر: «يبقى الهلال الأحمر العربي السوري شريكنا الأول في سعينا الحثيث إلى تلبية احتياجات الأشخاص العالقين في أتون العنف».
وإضافة إلى ذلك، عقد رئيس اللجنة الدولية اجتماعاً في مستوصف الزاهرة في دمشق المسؤول أيضاً عن جنوب البلاد، ضم متطوعين من الهلال الأحمر العربي السوري ممن دأبوا منذ بداية الاضطرابات على تقديم الإسعافات الأولية وتوفير الرعاية الطبية.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد