سمسرة عقارية بالمدينة الجامعية
ليست المرة الأولى التي نكتب فيها عن السكن الجامعي, ولا هي أول مرة تضطر فيها جريدة الثورة إلى تخصيص مساحة على صفحاتها لاجترار الحديث عنها, ولكن مثلما هناك أناس لايملون الفساد هناك أناس لايملون الكتابة.
كلنا نعرف أن السكن الجامعي عطاء من الأب الخالد لكن ما قد لانعرفه جميعا أن هذا العطاء جزء متمم لمجانية التعليم في سورية فبغض النظر عن الخدمات السيئة التي باتت من أبرز ملامح المدينة الجامعية التابعة لجامعة دمشق بدءا من تسرب المياه من الأسقف والجدران في الحمامات والغرف في الوحدات 13-12-1 وانتهاء بالقمامة المتراكمة لعدة أيام في كافة الوحدات لكن يبقى وجود مأوى زهيد الثمن لطلبة المحافظات الوافدين إلى العاصمة بغرض التعلم, هو اشباع لحاجة أساسية القاعدة في هرم ماسلو.
لا أدري إذا كان ما يحدث داخل أروقة السكن الجامعي بدمشق يمكن تسميته بعدم المعرفة أو سوء الائتمان ذلك لأن التجاوزات تكررت مرارا دون مساءلة أو محاسبة لنتوقف هذه المرة عند غلاء أسعار الايجارات الذي طال غرف السكن الجامعي كما طال الكثير من مناطق دمشق حيث وصلت تكلفة الاقامة في بعض غرف المدينة الجامعية مثل الغرفة 180 في الوحدة 12 والغرفة 113 في الوحدة 15 إلى 25000 ل.س في حين تراوحت كلفة الاقامة في الغرف 58 في الوحدة 12 و155 151, في الوحدة 15 بين 10-15 ألف ليرة سورية.
واتسع كرم بعض القائمين على أمر المدينة لأن يمنحوا الغرفة رقم 4 في الوحدة 15 لاسكان عمال مقصف المدينة الجامعية والغرفة 225 في الوحدة السكنية الثانية.
أما عن الميزات الممنوحة لشاغلي الغرف المستمرين فحدث ولاحرج, حيث يتم قطع وصول نظامية.ومنح بطاقات سكن جامعي لأشخاص لايمتون للطلاب بصلة, فمثلا أحد القاطنين يعمل شرطيا وربما منوط به حفظ الأمن لزملائنا الطلبة.
كل هذا ما كان ليكشف عنه لولا الجولات الميدانية التي تقوم بها قيادة فرع الجامعة للحزب وانزج بها فيما بعد الاتحاد الوطني لطلبة سورية ممثلا بمكتبه الاداري. وهي جولات يومية شملت ثلاث وحدات فقط من أصل 22 وحدة سكنية,فماذا عن باقي الوحدات.
مازالت الوحدة الأولى فالتة من المتابعة بالوقت الذي سلم فيه الوسادة ب 100 ل.س والغطاء ب 200 ل.س والفراش ب 300 ل.س. وتباع الغرف أو تؤجر بأسعار متفاوتة خاصة أن طلب الايجار كبير في الوحدة 18 التي تؤجر الغرف فيها بشكل يومي لكونها وحدة لطلبة لدراسات العليا.
أحد المسؤولين عن ادارة السكن الجامعي قام بجولة سريعة على الغرف المبيعة قبل بدء الجولات وطلب من القاطنين المخالفين إخلاء الغرف مدة أسبوع حتى تنتهي الجولات بدل أن يضبط المخالفات.
ولدى وصول فرع الحزب إلى احدى وحدات الذكور تفاجأت اللجنة بأعداد كبيرة من الطلاب تهرع خارج الوحدة نزولا إلى ساحة المدينة.
أحد الأشخاص يعمل في محل شاورما حاول التسلل إلى احدى الوحدات السكنية للإناث, مرتديا خمارا أسود, دون أن تلاحظه موظفة الوحدة بينما ضبطة أحد الطلاب الواقفين على باب الوحدة بعدما لاحظ مشيته وارتباكه. وهذا غيض من فيض, ناهيك عن حالات اسكان عديدة بناء على علاقات شخصية, وأي اهمال وتقصير يجعل من مديري وحدات ومتسلمي ورئيس قسم الحاسب يبيعون ويؤجرون دون معرفة رئيس الهرم الاداري ههنا. ولسنا بصدد ذكر كل مالدينا عملا بسياسة المدينة الجامعية لأن الشركات الاستثمارية ليست مضطرة في اعلاناتها أن تذكر كل منتجاتها وإن كان يلزمنا مندوبي بيع في باقي المحافظات ونتساءل أخيرا إن كان لدى إدارة المدينة أوكازيون ( تنزيلات) مع نهاية الموسم ونطلب أن يكون هناك مناقصات علنية حتى يتسنى للجميع فرصة دخول المزاد. هذا بعض مما يحدث نهديه لمن كان مهتما في جامعة دمشق ووزارة التعليم وكذلك في الاتحاد الوطني لطلبة سورية وعلى رأي القائل:( إن كنت تعلم فهي مصيبة, وإن كنت لاتعلم فالمصيبة أكبر..)
لؤي غبرة
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد