سرقة شركة النايلون بالتعاون بين موظف ومتعهد
لا يكفيها شركة النايلون ما آلت اليه من ظروف صعبة في الانتاج والتسويق والتي تعيشها منذ سنوات..
كل شيء متوفر في الشركة الا مقومات النجاح.. فهي خاسرة بامتياز..!
ـ رواتب عمالها من رصيد المؤسسة وشركاتها
ـ مواد أولية غير موجودة وان توفرت فهي بالدين من شركات أخرى..
ـ ديون تزيد قيمتها المليار ليرة على مثيلاتها من شركات النسيجية وخاصة شركات الغزول.
ـ العمالة مريضة تعودت على الكسل بين الآلات وخطوط الانتاج والاستسلام للنوم حتى نهاية الدوام الرسمي..
شركة لم تذق طعم الربح منذ عقدين ـ وأكثر..!
والأهم من ذلك تعرض الشركة لسرقة المواد الأولية والخيوط القطنية التي توفرها الشركة من الشركات الأخرى وبالدين..؟!
القصة يرويها المهندس فايز حمادة مدير عام شركة النايلون لجريدة تشرين قائلاً وبالحرف:
سمعت ولم أصدق حتى تيقنت وتأكدت من الخبر.. ولكن استغرابي كان أكبر من تصديقي للخبر.. وسألنا ولماذا الاستغراب..
فأجاب لم أكن أتوقع أن أحداً من عمال الشركة يقوم بسرقتها في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الشركة.
فالعامل (علي النواح) رئيس وردية بالشركة يقوم بسرقة الخيوط من شركة النايلون عن طريق رميها خارج سور الشركة وخاصة من إحدى الجهات البعيدة عن الانظار وتتمتع هذه الجهات بمقومات نجاح السرقة.. أشجار كثيفة ـ بعيدة عن أعين المارة.. سهلة الانطلاق وإخفاء الكميات المسروقة وغير ذلك..
وتباع الكميات المسروقة من الخيوط الى متعهد قطاع خاص لدى شركة المغازل يقوم بتصنيع أكياس السكر لدى المذكورة مقابل أجرة خاصة تتقاضاها الشركة..
فالسارق يقوم بتسليم خيوط الساتان «الدرزة» الى المتعهد بسعر 280 ليرة سورية لكل كيلو غرام واحد مع العلم ان السعر لا يتجاوز 300 ليرة سورية.
ولدى الاتصال مع مدير عام شركة المغازل المهندس زهير العلي وإبلاغه بسرقة تتم من شركتنا الى شركتكم فقام بتشديد الرقابة حتى تم ضبط السرقة ضمن حرم شركة المغازل وتوقيف المدعو علي النواح وبحوزته 175 كغ يقوم بتسليمها الى المتعهد في أرض الشركة..
وذكر السيد حمادة بأنه تم ابلاغ الجهات الأمنية المختصة والوصائية لا تخاذ مايلزم من اجراءات..
ولدى التحقيق مع السارق فقد تم ضبط كمية أكثر من 300 كغ من الخيوط في المنزل بالإضافة الى اعترافه بسرقة ثلاث دفعات سابقة تم تسليمها الى المتعهد لم تعرف بعد كمياتها.. أما الكميات المضبوطة لديه فهي تزيد على النصف طن من خيوط الساتان..؟!
أما عن الشبكة التي تتعاون معه في تنفيذ عمليات السرقة فقد أكد المهندس فايز حماده مدير الشركة بأن علي اعترف في التحقيقات الأولية على مدير الانتاج في الشركة ورئيسة قسم التدويرات وشخص آخر.
مع العلم و« الكلام للمدير العام»:
أننا اتصلنا سابقا مع كافة التجار والمتعهدين والمتعاملين مع الشركة من أجل إعادة تشغيلها من جديد والاستفادة من طاقاتها الانتاجية المتاحة.. أي إعادة إحيائها من جديد..
إلا ان البعض رفض وبشدة وخاصة المتعهد الشريك في سرقة الشركة.. لأن الخيوط كانت تصله وبسعر ينخفض عن السعر الحقيقي للخيط بمقدار 20 ليرة واصل أرض المغازل ... ـ أي أن السارق باع الشركة بمبلغ عشرين ليرة فقط..
والسؤال المطروح.. كم تكررت هذه السرقات سابقاً..
هناك عشرات الحالات المشابهة في الشركة كانت تتم وما زالت حتى تاريخه..
ـ لولا هذه السرقات لكانت الشركة في عداد شركات القطاع العام الرابحة..؟!
سامي عيسى
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد