سابقة في تركيا: استجواب قادة سابقين للقوات البحرية والجوية والبرية
للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية التركية، يمْثل قادة سابقون للقوات العسكرية الثلاث أمام القضاء للتحقيق معهم في يوميات كتبها احد الضباط عام 2004، وكانت تحضّر لانقلاب عسكري.
وقد مثل أكثر من 10 ساعات أمام قاضي التحقيق أمس الأول قادة تلك المرحلة للقوات البرية ايتاتش يالمان والبحرية اوزدين اورنيك والجوية إبراهيم فرتينا. وقد استدعي هؤلاء للتحقيق لورود أسمائهم في تلك اليوميات التي تشكل إحدى القضايا التي تحاكم بها منظمة «ارغينيكون».
وقد وردت أسماء الجنرالات في يوميات الانقلاب بأسماء حيوانات برية وجوية وبحرية تبعاً للقطاع العسكري المعني وهي «الصقر» لقائد القوات الجوية و«النمر» لقائد القوات البرية و«البطريق» لقائد القوات البحرية.
ومع أن قاضي التحقيق طوران تشولاق أطلق سراحهم، إلا انه قال إن التحقيق سيستمر معهم لاحقاً، لأنه لا يزال لدى القضاء المزيد من الوثائق ذات الصلة. وفي حال توفر أدلة كافية فقد يتم رفع دعوى توقيف بحق الجنرالات.
وأثناء محاكمة الجنرالات الثلاثة كانت تحتشد خارج قاعة المحكمة مجموعات من منظمات المجتمع المدني دعماً للمحاكمة، ومن بين الشعارات المرفوعة انه لو كان القضاء موجوداً في السابق لما اعدم كثيرون ومن بينهم عدنان مندريس، رئيس الحكومة السابق في الخمسينيات، الذي اعدم عام 1961.
وأثناء استجواب الجنرالات المتقاعدين، وفي مفارقة ذات دلالة، كان رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان يمر أمام المحكمة في حي بشيكتاش في اسطنبول في طريقه لحضور إحدى المناسبات في منطقة اورتاكوي.
وقد أجمعت ردود الفعل على أن سابقة استجواب الجنرالات الثلاثة المتقاعدين أمام القضاء خطوة إيجابية. ويقول القاضي المتقاعد ميتيه غوكتورك إن كون هؤلاء جنرالات كبار لا يشكل عقبة أمام محاكمتهم، ففي هذه البلاد تمت محاكمة رؤساء حكومات.
وقالت النائبة السابقة والمحامية نازلي ايليجاق إن «جلب الجنرالات إلى المحاكمة شيء مهم جداً. في السابق لم يكن من السهل محاكمة معدّي الانقلابات».
واعتبر الكاتب العلماني اورال تشاليشلار أن تركيا دخلت مرحلة جديدة ومختلفة، و«تركيا كانت دائماً توصف على أنها ديموقراطية جريحة. اليوم يعلو القانون وإذا سارت هذه العملية بطريقة سليمة فإنها ستشكل رادعاً لمن قد يفكر في القيام بانقلابات عسكرية».
رئيس تحرير صحيفة»خبر تورك» يغيت بولوت يقول «إنها المرة الأولى في تاريخ الجمهورية التي يحدث فيها ذلك. وقد انتقلنا من مرحلة لا يحاكم فيها الانقلابيون إلى مرحلة محاكمة حتى من يفكّر بالقيام بانقلاب. وعلى كل واحد أن ينال عقابه».
واعتبر الكاتب في صحيفة «جمهورييت» علي سيرمين أن استدعاء الجنرالات إلى المحكمة أمر طبيعي والمهم أن تجري العملية بطريقة سليمة. وقال محمد متينير في صحيفة «ستار» إن عدم استدعاء هؤلاء إلى المحكمة في السابق، رغم ورود أسمائهم في يوميات الانقلاب شكل ثغرة كبيرة. واعتبر أن على العسكر أن يتفرغ لمهامه العسكرية ويترك السياسة لأهلها.
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد