زراعة السطوح بين الحاجة وقلة الدعم
بات المثل الشعبي (الحاجة أم الاختراع) واقعاً معيشاً في اللاذقية, ففي مواجهة ارتفاع تكاليف وأسعار الخضار والفواكه لجأ كثيرون إلى زراعة أسطح المنازل والشرفات ببعض أنواع الخضار الضرورية كنوع من الاكتفاء الذاتي قدر الإمكان وخاصة لدى الأشخاص الذين يقطنون المدينة و ليست لديهم أراضٍ زراعية في الأرياف لاستثمارها زراعياً .
التقينا الدكتور المهندس الزراعي غيث أمين علي الذي حوّل بمبادرة فردية سطح منزله في حي الزقزقانية في مدينة اللاذقية إلى مايشبه أرضاً زراعية منتجة، موضحاً أنه استثمر سطح البناء كمسطح أخضر بوضع نحو خمسين عبوة معدنية أو صناديق الفلين والخشب، مشيراً إلى أنها تسد حاجة الأسرة من الخضر الورقية.
وعن أنواع الخضر التي يزرعها، دلل علي إلى زراعة الجرجير والهندباء والخس والقريص والفجل والثوم والبصل والسلق والسبانخ في الشتاء، والى الباذنجان والبقلة والفليفلة واليقطين والخيار والبندورة والملوخية واللوبياء في الصيف، إضافة للفواكه كالفريز والصبار.
كما أشار علي إلى أن من مزايا هذه الزراعة أن إنتاجها مستمر على مدى أربعة مواسم في العام وتكاليف الإنتاج بسيطة يمكن أن تحقق الاكتفاء الذاتي وبيع الفائض منها, فهناك أسر تعتمد على تحقيق الواردات من إنتاج زراعة الأسطح.
ولفت علي إلى أنه يمكن أيضاً إنتاج نباتات الزينة وخاصة الصباريات بغرض التسويق والبيع, ومن مزايا هذه الزراعة السطحية أنها ذات إنتاج نظيف وعدم استخدام أدوية المكافحة واستخدام السماد بشكل معتدل حتى إن البعض لا يستخدم الأسمدة الكيماوية بل يستخدم الأسمدة العضوية.
المبادرة الفردية ذاتها تعيد إنتاج نفسها في بناء آخر, حيث قامت السيدة أم دريد بزراعة سطح البناء الذي تسكنه، إذ قالت لـ(تشرين): زرعت أنواعاً مختلفة من الخضار وحققت لي إنتاجاً وفيراً للبيع والتسويق كمصدر واردات جيد.
ودعت أم دريد مديرية الزراعة وكل الجهات المعنية بالزراعة والإنتاج الزراعي الى دعم زراعة الأسطح والشرفات من تأمين البذار والشتول وخاصة في المدن والبلدات مع ارتفاع تكاليف الإنتاج في ظل الحصار الجائر . وقد سألت «تشرين»عن هذا النوع من الزراعة والتقت المهندس منذر خير بك- مدير زراعة اللاذقية فأوضح أن لا علاقة للمديرية بالأسلوب الزراعي نهائياً ولاتقدم أي شيء مادي أو استشارات إنما تشجع المديرية الزراعات الأسرية أو زراعة الحدائق للمساهمة في الإنتاج .
تشرين
إضافة تعليق جديد