ريف حمص:الانكسار الثاني لـ«داعش»..الجيش السوري يسترد مهين ويتقدم نحو تدمر
في وقت كانت تحتفل فيه مدن سوريّة عدة بعودة المقاتلين الذين كانوا محاصرين في مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي، والذي تمكن الجيش السوري والفصائل التي تؤازره من فك حصار دام ثلاث سنوات عنه قبل نحو أسبوعين، اخترقت قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره تحصينات تنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي الجنوبي، واستعادت السيطرة على قرية مهين التي خسرتها مطلع شهر تشرين الثاني الحالي.
وتابع الجيش السوري تقدمه نحو مدينة تدمر التي تنتظر «معركة كبرى» قد تمثل الانكسار الثالث للتنظيم بعد مطار كويرس ومهين، بعد تدخل سلاح الجو الروسي ومؤازرته لعمليات الجيش السوري.
سيطرة الجيش السوري على قرية مهين وتقدمه نحو مدينة تدمر الأثرية من محورها الجنوبي جاءت بعد عملية عسكرية واسعة و«دقيقة»، وفق مصدر عسكري تحدث موضحاً أن «الهجوم البري لقوات المشاة جاء بعد تمهيد مدفعي وجوي شارك فيه سلاح الجو الروسي، الذي أرسل 4 طائرات حربية و8 طوافات هجومية قامت بتمهيد الأرض للقوات الراجلة التي تقدمت بشكل سريع وسيطرت على مهين وحوارين». وتابع: «خلال عمليات استهداف مواقع التنظيم في مهين وحوارين، استهدف سلاح المدفعية أرتال التنظيم التي بدأت بالفرار نحو تدمر والقريتين والمناطق الصحراوية في ريف حمص».
وعن السيطرة على مهين، ذات الغالبية المسيحية بشكل أساسي، والتي تسبب سقوطها بنزوح عدد كبير من الأهالي نحو مناطق سيطرة التنظيم بعد أن منعهم مسلحو «داعش» من الهرب نحو مناطق سيطرة الجيش السوري، شرح مصدر ميداني أن دخول قوات المشاة تم عبر محاور القرية الشمالي والشمالي الغربي والغربي، حيت تمكنت من بسط سيطرتها على القرية وعلى حوارين، كما تقدمت وحققت خرقاً كبيراً عبر سيطرتها على مرتفعات الهيل الإستراتيجية التي تطل بشكل مباشر على مدينة تدمر من جهتها الجنوبية، الأمر الذي يمهد لاستعادة تدمر بشكل نهائي.
ومع بدء عمليات الجيش السوري لاستعادة مهين، حاول مسلحو تنظيم «داعش» تشتيت عمليات الجيش عن طريق فتح معارك جانبية، فقام انتحاري يقود عربة مفخخة بتفجيرها قرب قرية الحدث شمال مهين، ليتبع التفجير هجوم عنيف على القرية تصدت له قوات الجيش السوري المتمركزة على هذا المحور.
وبسيطرة قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره على مرتفعات الهيل، تصبح مدينة تدمر مرصودة نارياً، وفق مصدر عسكري، إضافة إلى تضييق الخناق على المسلحين الموجودين داخل المدينة عبر بوابتها الغربية، الأمر الذي يضع المسلحين بين فكي كماشة، ما أدى إلى فرار عدد كبير من مسلحي «داعش» من المدينة الأثرية، ما قد يمهد إلى استعادة المدينة الأثرية التي قام التنظيم بتدمير معظم معالمها الأثرية منذ سيطرته عليها في أيار الماضي.
وللمرة الأولى في ريف حمص الشرقي، استخدم الجيش السوري قوة، وكثافة نارية كبيرة، وفق مصدر عسكري، بالتوازي مع القصف العنيف الذي وفرته الطائرات الحربية الروسية، في حين شاركت الطوافات بشكل فعال في مؤازرة قوات المشاة خلال عمليات الالتحام، فوفرت غطاء نارياً كثيفاً ساعد على السيطرة على مهين ومستودعاتها العسكرية وجبلي القرية الكبير والصغير وقرية حوارين خلال ساعات عدة من بدء تحرك قوات المشاة، وذلك بعد أقل من أسبوع على تحرك عسكري نحو القرية أثمر اختراقها جزئيا قبل أن تنسحب قوات الجيش السوري لتترك المجال للطائرات الحربية وسلاح المدفعية أن يمهد الطريق لها.
وفي الوقت الحالي، تقوم عناصر الهندسة العسكرية بعمليات تمشيط للمدينة بحثا عن العبوات التي يعمد مسلحو التنظيم إلى تركها خلفهم بعد كل انسحاب من مناطق سيطرتهم.
وتمثل استعادة الجيش السوري لمهين، وفق مصدر عسكري «انكسارا كبيرا لمسلحي داعش الذين فشلوا في كويرس، وحاولوا التمدد في ريف حمص»، متوعداً أن يكون الانكسار الثالث والأكبر لهم في مدينة تدمر الأثرية، وذلك في وقت توسع فيه قوات الجيش السوري نطاق عملياتها في ريف حلب الشرقي، حيث سيطرت على بلدة حميمة وتلَّتها الإستراتيجية الواقعة على طريق الرقة، لتقترب من مدينة دير حافر التي تعتبر أحد أبرز معاقل تنظيم «داعش» في ريف حلب الشرقي.
والمثير في عمليات الجيش السوري، وفق مصدر عسكري، ليس فقط استرجاع المناطق من سيطرة «داعش» خلال فترات وجيزة وعن طريق عمليات خاطفة فحسب، بل فتح الجيش السوري لعدد كبير من الجبهات المشتعلة على جميع محاور الاشتباك من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، حيث حقق خلال اليومين السابقين خروقات جديدة على جبهة ريف اللاذقية الشمالي المتصلة بالحدود التركية والتي تقاتل فيها فصائل ترتبط بشكل وثيق بالسلطات التركية، إضافة إلى تمدد قوات الجيش السوري في ريف حلب الجنوبي الغربي الذي ينتظر وضع اللمسات الأخيرة في خان طومان، رغم قيام مسلحي «جيش الفتح» بإرسال عدد كبير من القوات إلى هذه الجبهة، في وقت ينتظر فيه أن يفتح الجيش السوري معارك جديدة في ريف حماه المتصل بإدلب على جبهتي مورك وسهل الغاب بالتوازي مع معارك ريف اللاذقية.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد