رأس سنة بـلا احتفالات...

أين ستحتفل الليلة؟ هو السؤال الذي شغل الملايين حول الأرض ليلة أمس، لإحياء »مراسم الترحيب« بالعام ٢٠٠٩ الجديد..
الجواب بالنسبة لكثيرين من العرب كان بديهياً: »لا شيء«.. بسبب المشاهد الدامية القادمة من غزة. ففي تونس، لم تعبأ المحلات التجارية بتزيين واجهاتها، استقطاباً للمحتفين بالعام الجديد، الذين درجت العادة على أن يتبادلوا الهدايا والورود. وقالت كريمة النحالي، وهي تتجول داخل متجر بضاحية لافاييت في العاصمة »لا هدايا ولا حلوى هذا العام. نحن نقتسم المرارة مع فلسطين«. الفنادق انساقت لهذا المزاج الحزين، وأعلنت عن إلغاء حفلاتها لرأس السنة.
إلغاء حفلات رأس السنة، كان السمة المشتركة بين تونس ودبي، حيث أعلن حاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن »إلغاء كافة مظاهر الاحتفال« برأس السنة، »تضامناً مع الشعب الفلسطيني«. وكذلك فعل السوريون، حيث أعلنت الفنادق والمطاعم، الكبيرة والصغيرة، عن إلغاء حفلاتها لرأس السنة. وجاء هذا الإعلان أحياناً من الفنانين أنفسهم، مثل صباح فخري ومعين شريف. وكذلك الأردن، حيث أعلنت المطاعم والفنادق عن إلغاء حفلاتها. وبدلا من أن تضيق الصحف الأردنية بإعلانات الفنادق والمطاعم عن برامجها للاحتفالات المقررة لهذه الليلة، نشرت إعلاناً واحداً يدعو الأردنيين كافة إلى التجمع في الساحة الهاشمية وسط عمان قبيل منتصف الليل بنصف ساعة لإضاءة الشموع »تضامناً مع أهل غزة«.
وبدورها، أعلنت القاهرة إلغاء احتفالاتها لرأس السنة »تضامنا مع الأحداث الاليمة في الأراضي الفلسطينية« بحسب ما جاء في بيان وزارتي الثقافة والإعلام. فألغيت بالتالي حفلة للفنان محمد منير في دار الأوبرا.
بعيداً في الهند، تكرر الأمر ذاته، لكن ليس بسبب غزة، بل بسبب الجرح الذين لم يندمل بعد جراء هجمات مومباي، وبسبب الخوف من احتمال وقوع هجمات مماثلة.
غرباً، تبدو وطأة الأزمة المالية حادةً. الكثيرون يحجمون عن البذخ في الحفلات، فأقصى آمالهم هو »أن يحل العام الجديد، لأنه سيكون حتماً أفضل من العام ٢٠٠٨«، قال شاب في سيدني، أول مدينة في العالم تستقبل العام الجديد.

المصدر: وكالات