دونما خجل
لم تكن المشكلة، يوماً، في الأديان، وإنما في نوعية الرؤوس التي تحملها. فقبل 11 أيلول، الذي التهم طمأنينتنا، اشتغلتُ عاماً كاملاً على (الأصوليات المتطرفة في الشرق الأوسط: اليهودية، المسيحية، الإسلامية، العلمانية)، لأكتشف بعد ألف صفحة موثقة بالمعلومات، أن الناس نوعان: محافظ، ومجدد؛ وأن العقل المحافظ، بين اليهود والمسيحيين والمسلمين والعلمانيين أيضاً، ذو تركيبة متشابهة، مربعة، مغلقة، غير قابلة للتغيير أو التطوير، وأن هذه التركيبة، على الأغلب، مهيأة لاستنبات بذرة التعصب والعنف ضد الآخر: في الشارع، والأحزاب، والمؤسسات. لذلك تعمد الدول الديمقراطية إلى فرز هذين النوعين من الكائنات، عبر ترخيص حزب للمحافظين وآخر لغير المحافظين، تماماً مثلما ترخص دوراً للبغاء لتمييز العاهرات عن غير العاهرات، فمتى نفعل؟ - عندما تتوفر للمتعصبين والبغايا والحكومة الجرأة لتقديم أنفسهم، بصدق ودونما خجل..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد