دوغلاس فيث يصدر كتاباً عن حرب العراق التي شارك في إشعالها
يعتزم دوجلاس فيث مساعد نائب وزير الدفاع الأمريكي الأسبق بول وولفويتز أثناء خدمة الأخير في البنتاجون إبان الإعداد لغزو العراق، إصدار كتاباً من 900 صفحة الشهر المقبل، خصصه بكامله للدفاع عن قرار الحرب، والكتاب الذي يحمل اسم “الحرب والقرار” يعد أول كتاب يصدر عن شخص كان في البنتاجون وقت اتخاذ قرار الغزو، ورغم كتمان فيث محتويات الكتاب وعدم رده على الهاتف إلا أن نسخة منه تسربت لصحيفة “واشنطن بوست” حيث يعكف محرروها الآن على قراءته وتحليله.
ما تسرب من الكتاب لا يترك مجالاً للشك في أن الرجل المحسوب على “إسرائيل” واللوبي الصهيوني، كان في أحد المكاتب المسؤولة عن التسلح “الإسرائيلي” في الولايات المتحدة، يحاول في كتابه تصفية حساباته وشعوره بالدونية حيال رجال أكبر منه في البنتاجون من القادة العسكريين مثل تومي فرانكس، وأيضاً من الساسة الذين كانوا يعرفون توجهاته الايديولوجية، مثل كولن باول وزير الخارجية آنذاك.
وواصل فيث إلقاء التهم واللوم على أجهزة الاستخبارات والخارجية الأمريكية، حيث اتهمها بالتآمر ضد سياسات الرئيس جورج بوش، وهاجم بعنف باول والاستخبارات والجنرال فرانكس والحاكم المدني للاحتلال الأمريكي للعراق بول بريمر، واصفاً إياهم بأنهم لم يعرفوا قط كيف يؤدون عملهم ولم يخططوا لما بعد الغزو بشكل جيد.
ذكر فيث في الكتاب أن بوش قال يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول 2002 في اجتماع لمجلس الأمن القومي (إن الحرب حتمية) أي قبل انتهاء المفتشين الدوليين من عمليات البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة. ودافع فيث عن نفسه وتذرع بحجة الفاشلين بقوله إن أعظم تخطيط تحدث فيه أيضاً مشكلات أثناء الحرب، وشدد على أن قرار الغزو كان صحيحاً لكن مهمة إنشاء حكومة عراقية مستقرة وحيوية تم تنفيذها بطريقة غير متكاملة حتى الآن.
وهاجم باول وقال إنه كان يدعي بأنه حمامة سلام بينما لم يعترض أبداً على قرار الغزو، وكذلك بريمر الذي اتهمه بأنه فعل أشياء سيئة في العراق أكثر مما فعله من الأشياء الجيدة، وقال فيث إن كل الأفكار الجيدة والخلاقة التي كان يطرحها كانت تقابل بالرفض من آخرين خارج البنتاجون، ولم يعف مستشارة الأمن القومي حينها كوندوليزا رايس من اللوم واتهمها بالفشل في تنسيق سياسات الحرب.
وكال فيث المديح لوزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد ولم يوجه اليه كلمة نقد واحدة سوى أنه كان خشناً في معاملة بعض مرؤوسيه، كما دافع عن رأيه بأن يقدم رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي لقيادة العراق.
يذكر أن فيث خضع العام الماضي لاستجواب المحقق العام بالبنتاجون بسبب قيامه بأنشطة استخباراتية لمصلحة دولة أجنبية “إسرائيل”، وقد خلص التحقيق الى أن فيث كان يقوم بأعمال غير لائقة إلا أنها لم تكن غير قانونية، لذا أغلق الملف، ودافع فيث عن نفسه بالقول إنه فعل ذلك لعدم ثقته بأجهزة الاستخبارات الأمريكية التي اتهمها ب”تسييس المعلومات”.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد