دراسة علمية تشكك في وجود قواعد واحدة للغات في الدماغ البشري
شككت دراسة جديدة في صحة نظرية "القواعد العامة" او "النحو الكلي" كما يطلق عليها البعض، والقائلة إن لجميع اللغات البشرية صفات وقواعد مشتركة لكونها ميزة انسانية مرتبطة بتكوين الدماغ البشري.
واعتمدت الدراسة التي نشرت في مجلة نيتشر على الاساليب التي تتبعها البيولوجيا الارتقائية للتدقيق في مراحل تطور القواعد في عدد من أسر اللغات المختلفة.
واظهرت نتائج الدراسة ان أسر اللغات تلك تطورت بطرق مختلفة، مما جعل الباحثين يستنتجون ان التطور الثقافي، لا الدماغ، هو المحرك وراء التطور اللغوي.
وقال مايكل دن قائد الفريق الباحث وهو عالم لسانيات بمعهد ماكس بلانك للسانيات النفسية في هولندا ان المقاربة التي اعتمدها شبيهة بدراسة لنبات البازلاء قام بها غريغور ميندل، واصبحت في نهاية المطاف من اصول علم الوراثة.
وقال مايكل دن "ميندل كان يدرس الاختلافات بين افراد جيل من النباتات ويدرك كيفية ارتباطها ببعضها، ومن ثم يلم بالآليات التي تحكم العملية الوراثية."
واضاف دن: "استنتج ميندل ان هناك آلية تنتقل بها البيانات الوراثية من خلال ملاحظته لمختلف التغييرات التي تطرأ على نبات من جيل لآخر، وذلك بالضبط ما نحن بصدد فعله، لكن في مجال اللسانيات."
ومن الخصائص التي ركز عليها الباحثون في دراستهم موقع حروف الجر ومجروراتها (أي هل تأتي قبلها ام بعدها) وموقع الفاعل بالنسبة للمفعول به في أربع اسر لغوية مختلفة، وهي الهندية-الاوروبية واليوتو ازتك ولغات البانتو واللغات الاسترونوزية.
وجمع الفريق الباحث قاعدة بيانات عن كل أسرة من أسر اللغات الاربع مكونا اربع شجرات تصور تطور اللغات وتفرعها عن اصولها، مما اعطاهم فكرة واضحة عن المراحل التي سلكتها كل اسرة.
ويجزم فريق الدكتور مايكل دن بان "الاسر المدروسة تطورت كل بطريقتها الخاصة وليس وفق قواعد موحدة، وهو ما يتنافي مع نظرية القواعد العامة واسعة الاقبال."
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد