دحلان يتحدى حماس
في اقوى اشارة الى امكان رد حركة "فتح" على ما تعتبره اعتداءات مسلحة من انصار حركة المقاومة الاسلامية "حماس" والقوة التنفيذية التابعة لوزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام على اعضاء "فتح" وضباطها في قطاع غزة، احيا عشرات الالاف في مدينة غزة، الذكرى السنوية الـ 42 لانطلاقة الحركة والثورة الفلسطينية، بمهرجان جماهيري حاشد في ملعب اليرموك وفي محيطه و الشوارع المؤدية اليه، وسط امطار غزيرة و اناشيد وطنية و العاب نارية ومفرقعات ورصاص.
وشن النائب محمد دحلان الذي تحدث باسم "فتح" هجوما مباشرا على "حماس" والقوة التنفيذية، محملا اياهما مسؤولية قتل كوادر "فتح" في القطاع، ووصف افرادهما بـ"القتلة"، مستثنيا منهم "المناضلين والمجاهدين". واكد ان "فتح" لن تقبل بأن تتكرر مذبحة محمد غريب الذي قتل في جباليا برصاص القوة التنفيذية وقذائفها. وقال: "ان هذه الحادثة ستكون فاصلة بين تاريخين ومرحلتين"، ووجه نداء الى "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لـ"فتح" والاذرع العسكرية الاخرى التابعة للحركة لترد من الان فصاعدا على أي اعتداء يمس بكوادر الحركة.
وفي اشارة واضحة الى "حماس" التي سماها بالاسم، قال دحلان في كلمته المرتجلة والمقتضبة: "لن نقبل بعد اليوم ان يقتلوا في المساء وان يأتونا في الصباح طالبين الحوار... هذه السياسة يجب ان تتغير". وافاد قبل نهاية المهرجان "ان تعليمات عن كيفية الرد العسكري على اي اعتداء محتمل على عناصر فتح، ستصل الى كل العناصر المسلحة في مواقع العمل".
وطلب دحلان من الجموع المحتشدة ان تردد بصوت واحد "تحيا فتح والموت للقتلة والعار لهم والحياة لنا والمستقبل لفلسطين"، لافتا الى"أن هذه الجموع الفتحاوية جاءت لتردد كلمة سلام ووحدة ولترد على القتلة الذين استباحوا الدم الفلسطيني تزامنا مع القوات الإسرائيلية التي كانت تقتحم رام الله وكانت قوة الخزي والعار تقتحم بيت الشهيد محمد غريب لتقتله عمدا".
وعندما هتف الحشد ان هؤلاء "شيعة"، في اشارة الى الدعم الايراني لـ"حماس"، رفض الخطيب ذلك قائلا أن "فتح" لن تقول ما قالوه، واضاف انهم "ليسوا شيعة بل قتلة ولن نرد على الدم بالدم ولكن نرد عليهم بوحدة فتح وانغراسها في الأرض الفلسطينية الطيبة، ونرد عليهم بالتمسك بثوابت رمزنا وقائدنا الراحل (الرئيس ياسر عرفات) أبو عمار الذي جعل القضية الفلسطينية قضية العصر والأمة".
وأوضح "ان هذه الجموع جاءت اليوم استجابة لنداء فتح ولترسل رسالة واحدة من رفح حتى جنين تقول فيها ان أيدينا ممدودة للوحدة الوطنية، ولا تزال بنادقنا مشرعة ضد الاحتلال (...) ان من يعتقد ان هذه البنادق ستحجم عن الدفاع عن ابناء فتح فهو مخطئ (...) هذه البنادق ستتوحد لحماية الكادر الفتحاوي وليس للاعتداء على احد بل للدفاع عن ابناء حركة فتح".
وقال ايضا ان "هذا التجمع الضخم هو رسالة توحد وتعاضد خلف قيادة حركة فتح وخلف الرئيس (محمود عباس) ابو مازن واللجنة المركزية وقيادة الحركة واجنحتها العسكرية". وكرر ان "دم محمد غريب سيكون علامة فارقة للعلاقة بيننا وبينهم (...). اذا اعتقدوا ان القتلة لن يحاسبوا يكونون مخطئين. واذا اعتدي على فتحاوي واحد سنرد الصاع صاعين، واذا اعتقدت قيادتهم انهم بمنأى عن قوتنا يكونون مخطئين، وسنرفض اسلوبهم الذي يقتلنا مساء ويجلس معنا صباحا".
ولجأ دحلان الى استفزاز "حماس"، اذ طلب من الحرس الابتعاد عنه. وقال فيما كان مسلحو "فتح" يطلقون الرصاص في الهواء: "لا أريد احدا (...) ليرجع الرجال القناصة الى الخلف ولتطلق حماس علي النار".
محمد هواش
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد