خطر الخزانات الحديدية على مياه الشرب
من منا لايستعمل خزاناً للمياه فوق سطح منزله، خشية انقطاع المياه وماأكثرها؟ ولكن هل سألنا أنفسنا ذات يوم ترى هل هذه الخزانات صحية مئة بالمئة أم أننا نحتفظ بالمياه بداخلها للاستهلاك والحاجة والسلام؟.
لكن هناك من أدرك خطورتها بعد أن راجع طبيبه الخاص واكتشف أن أمراض معدته كان سببها الأساسي هو شرب مياه غير نقية؟ولذلك فقد اتجه الملايين من الناس الى تناول المياه المعبأة والنقية داخل عبوات صحية تحمل اسم الشركة والمصنع الذي قام بتعبئتها لترتفع نسبة استهلاك المياه يوماً بعد آخر وتصبح المورد الثالث لمياه الشرب النقية، ونتيجة لذلك فان الشركات قامت برفع أسعارها وطرحها باعتبارها خارج المنافسة فيما أهملت شركات أخرى نظافتها..
والآن تعالوا لنرصد مخاطر المياه الملوثة بسبب الخزانات في دول عربية ونطلع على الحلول لوقف استغلال شركات المياه المعبأة.
بداية نعلم جميعنا أن المياه تتعرض بعد وصولها الى المستهلكين لأوجه مختلفة من التلوث سببها في الغالب الاحتفاظ بها داخل الخزانات الحديدية الصدئة والمتآكلة الموجودة في البيوت القديمة التي يعاني أصحابها من المشكلة بشكل كبير.
إن مياه الشرب باتت سيئة للغاية في بعض المناطق ويعود السبب في ذلك حسب رأي المواطن هيثم الحاج علي الى انتهاء صلاحية خزان المياه حيث أصابه الصدأ، ووصل الأمر الى تآكل أجزاء من الخزان المصنوع من الحديد، ما أدى الى شبكة التمديدات الداخلية للمنزل التي أصبحت مهترئة وتتجمع فيها الرواسب لذلك وجب تغيرها، والاستعانة بخزان جديد.
وجد المختصون أن استخدام الفلاتر لتنقية المياه في المنازل ضمان نظراً لجودتها وسلامتها من ترسبات المواسير بفعل درجات الحرارة العالية.
ولذا وجب علينا في منازلنا أن نراقب الترسبات التي تخرج من الصنابير والسرعة الى تغييرها اذا مااكتشفنا أن هذه المياه ملوثة، هذا ماأكده د. علي ناصر طبيب الهضمية بدمشق وينصح باستخدام الفلاتر لتنقية المياه وتطهير الخزانات بصفة دورية كما تحدث د. علي عن ملوحة المياه واختلاف لونها ما يجعلها غير صالحة للاستخدام الانساني (للشرب) ويعتقد أن هذه المياه تصيب الجلد بالجفاف والحصى في الكلى بسبب الشوائب والأملاح التي تحتويها ويقول إنه وضع قطعة معدنية داخل وعاء فيه ماء فتكونت الأملاح حول القطعة المعدنية بسرعة لم يتوقعها.
كما يؤكد د. علي أن مصادر المياه تأتي من الآبار والمياه المحلاة والمياه التي تقدمها الدولة للمواطن في مؤسسة المياه، كما توجد شركات تقوم بمراقبة المياه وتصنيعها ولاينكر الدكتور علي بأن المياه المقدمة من قبل الدولة عليها مراقبة، ومع هذا تنعدم الرقابة على المياه الجوفية والآبار وتحيط علامات الاستفهام، خاصة أن المياه أحياناً لاتوجد فلاتر لتنقيتها.
يؤكد د. علي ناصر ترى ماذا عن التزام شركات المياه المعبأة بالمواصفات والسلامة الصحية ؟ ان المواطن ياسر الأحمد كيميائي يقول: يتم تنظيف العبوات عبر مرحلتين الأولى تتم بشكل يدوي والثانية عبر جهاز خاص يوضع فيه منظف للغسيل وباستخدام مياه تزيد حرارتها على 90 % ثم تمرر العبوة بعد ذلك على مياه مشبعة بغاز الأوزون لتعقيمها الذي يقضي على جميع أنواع البكتريا بتجفيف جدارها الخارجي وتدميرها تماماً ويتم خلال الانتاج استخدام أجهزة حديثة في معالجة المياه مثل: 1 ـ الأشعة فوق البنفسجية والتناضح العكسي، ومرشحات المايكرونك ولاتتم اضافة أية مواد كيماوية أو عضوية الى المياه نهائياً.
أما المهندس أيمن مجد ـ مدير الانتاج في أحد شركات تعبئة المياه في مدينة العين، فلايرى أي خوف من المصانع المحلية ويلمح الى وجود مصانع في الخارج لديهم موزعون فيها تجاوزات تتمثل في عدم اتباع الأساليب المعروفة في التنظيف الداخلي والخارجي للعبوة، كما أنها لاتتبع المواصفات القياسية في إنتاج المياه، وعن أسباب تلوث المياه قال: ان الاستعانة بالخزانات الحديدية وعدم تنظيفها بشكل مستمر يؤدي الى ازدياد البكتريا الضارة فيها كما أن البعض يستخدم محطات التحلية المنزلية دون أن يكون على دراية بطرق عملها بشكل سليم فتخرج المياه منها بدون أملاح، وطالب مشدداً على الاستغناء عن الخزانات الحديدية، والاستعاضة عنها بأخرى مصنعة من المواد الجديدة التي بها نظام تعقيم لمكافحة البكتريا.
وعن التقنيات يقول مدير مصنع في الإدارة العامة التابعة لهيئة كهرباء الشارقة حاجي الهاجري ان المصنع يستخدم المياه المقطرة وتضاف إليها جميع أنواع المعادن التي يحتاجها الانسان وتصل الى 20 نوعاً ومنها: الصوديوم، والنترات، والكالسيوم، والحديد والفلوريد الذي يتم اضافة مانسبته 0.1 بناء على اتفاق المصنع مع منطقة الشارقة الطبية وهي نسبة ضرورية لحاجة الانسان إليها وخاصة الأطفال.
والمياه تعبأ دونما تدخل من أي انسان في أية مرحلة من المراحل وهناك تحليلات دائمة تجري لها من خلال معمل لضمان نقائها ويتم إنتاج حوالي 13 ألف عبوة كبيرة تستخدم في المنازل التي يزيد استهلاكها صيفاً.
وأما التوصيلات فجميعنا يعلم أنه اذا كانت المياه توزع للمنازل ضمن المواصفات والمعايير العالمية فهي صالحة للشرب، وهناك حدود عليا ودنيا لهذا الأمر، ومن المفترض ألا تتعدى العناصر الحدود والمعايير الدولية، واذا قامت المسؤولة بالاشراف على توزيع المياه بضخ كميات تتعدى الحدود فانها ستكون مالحة أو ملوثة، ولكن يجب علينا ألا ننسى مشكلة التوصيلات المنزلية والخزانات الداخلية في المساكن، ولاتوجد شكوى من ملوحة المياه، أو أنها غير صالحة للشرب إلا إذا شعرنا بأن المياه لها رائحة أو اختلف لونها عندها وجب مباشرة الاسراع الى اصلاح التوصيلات.
وهناك جانب بيئي للمشكلة تحدث عنه د. زين العابدين السيد رزق عميد معهد البيئة والمياه والطاقة في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا ويقول: ان الأملاح تتجمع في أسفل المياه الجوفية ومع الأسف هي في ازدياد مستمر بسبب قلة الأمطار وزيادة معدلات الضخ للمياه والاعتماد الحالي للمياه الجوفية للاستخدام المنزلي، ولكن يأتي الجانب الأكبر من المياه التي تستخدم للشرب من قبل محطات التحلية بعد خلطها بجزء من المياه الجوفية، مؤكداً أن أهم الأشياء التي أثرت في جودتها هي غياب شبكة الصرف الصحي وتتفاوت نسبة تركيز الأملاح من مكان لآخر، إلا أن الأماكن الأقرب الى الشرق في الامارات تكون مياهها أقرب الى الجودة وان المياه التي لاتتمتع بالمواصفات التي تحدثنا عنها من البداية تؤثر بشكل سلبي في الصحة العامة. نتيجة لتركيز أيونات الكالسيوم والمغنزيوم في ظاهرة تعرف بعسر المياه ولكن يمكن التغلب عليهامن خلال غلي المياه قبل استخدامها وهناك أسلوب آخر وهو معالجة المياه لتصبح صالحة للاستهلاك الآدمي.
كما يجب اجراء فحوصات دورية للمياه للتأكد من مطابقتها للمواصفات قبل استخدامها، وتضع هذه المواصفات منظمة الصحة العالمية.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد